عسكريون يتحدثون عن..الحوثية بين قرب النهاية وحقيقة الإرهاب

حدث نيوز :همام الوافي
يسعى المتمردون الحوثيون إلى إضفاء انطباع عام على تواجدهم غير القانوني في الأجزاء التي يسيطرون عليها من اليمن، مغزاه إزالة الشكوك والرِّيَب الكثيفة التي تهيمن على ذاكرة المجتمع اليمني وتضع أمامه حقيقة مؤبدة، تخلص دائماً إلى توصيف الظاهرة الحوثية ضمن صورتها الملطخة بكل ما يؤصل للإرهاب والخيانة والعمالة، وبكل ما يُغْرِق في الكذب ويُمعن في الجريمة والإرهاب.
انطباع ثابت
على هذا النحو يسترسل أحد المقاتلين ضمن وحدات القوات المسلحة اليمنية المرابطة في رازح بصعدة ” الرائد” بشير الشابره ” توصيف الانطباع المتركز لدى جماهير الأمة اليمنية عن حقيقة الحوثية، الموسومة بالإرهاب دائماً، معتبراً أن العصابة الحوثية تدرك جيداً حقيقتها تلك، وتنطلق دائماً من قواعدها وأفكارها الظلامية الإرهابية.
وأوضح الشابره بأن الحوثي حاول كثيراً في تقديم صورته بعكس الصورة التي يعرفها اليمنيين، وذلك بهدف التغطية على الحوثية كعصابة ذات أبعاد وممارسات طائفية وعنصرية وإرهابية، وبالتالي تهيئة بسطاء وعامة الناس لتقبل الواقع الذي فرضته بقوة السلاح.
حالة من الخوف
يتابع من ذات السياق قائد شرطة اللواء السادس حرس حدود الرائد” احمد المغوري قائلاً ” بأن الحوثيين ومنذ اجتياحهم لصنعاء وانقلابهم على الدولة والسطو على مؤسساتها ومقدراتها الوطنية، يستعملون الشعارات ويوضفونها في التغطية على أهدافهم ومشاريعهم الهدامة، وإظهار تحركاتهم بأنها دفاعاً عن الشعب ولأجل الشعب، وغايتهم من كل ذلك بحسب ما يشير إليه المغوري هي إزالة الصورة المرسومة في عقلية المجتمع عن العصابة الحوثية بصفتها الموسومة بالإرهاب والجريمة والكذب والخداع والتضليل، وهي الصورة الراسخة منذ البداية لدى المواطن، وهذا بدوره يجعل الحوثي يعيش حالة من الخوف والقلق، وترقب لحظة الانفجار الشعبي الذي قد يحصل ضده في أي منطقة من المناطق التي يسيطر عليها.
النخبة اليمنية خصوصاً
بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب الشاملة التي شنتها مليشيا الحوثي على اليمنيين، وخلالها مورست افضع الجرائم والانتهاكات، ومع هذه الحرب استخدم الحوثيون شعارات وعبارات طائلة واكبت كل حرب وجريمة، بهدف التحريض وإثارة الفتن وتبرير الجرائم، وهنا يأتي قائد الكتيبة الأولى في اللواء السادس حرس حدود الملازم ” باسم السلامي ” ليفترض بأن يكون المجتمع قد وصل إلى قدرٍ من الوعي والفطنة، وأن يتنبه جيداً لهذه الثغرة التي استغلها الحوثي كثيراً.
وأوضح السلامي في معرض حديثه بأنه على الجميع وبالأخص النخبة اليمنية أن تكون قد بلغت مستوىً عالياً من الخبرة في مواضيع ونقاط كهذه التي كانت ولا زالت هي العامل الذي يتيح للحوثيين الحصول على الفرصة بعد الأخرى للبقاء والاستمرار في احتلال الدولة والاستحواذ على مراكزها ومؤسساتها وتوضيفها لخدمة مصالحهم الطائفية، بالإضافة لتحشيد العامة والبسطاء والتغرير بهم وجرهم إلى خوض القتال والمعارك، والعمل على تقديم الحقيقة التي تختبئ خلفها ووضعها أمام الناس لكي يتسنى لهم إدراكها والوقوف ضدها، وعدم الانسياق خلفها.
نبدأ واللقاء في صنعاء
مؤخراً وفي ظل المساعي والتحركات الإقليمية والدولية الجادة في التخلص من أدوات إيران ومليشياتها الإرهابية في المنطقة، وبناءً على مآلات ومتغيرات الأحداث في لبنان وسورية، يرى الحوثيون بأنهم يسيرون إلى ذات المصير الذي انتهى إليه حزب الله اللبناني، ونظام بشار في سورية، ويدركون ذلك جيداً، يرى الرائد /سليمان المقبلي” بأن الحوثي سيلحق بأمثاله في لبنان وسورية، وأن الأيادي الإيرانية في صنعاء ستنقطع كما قطعت في لبنان ودمشق.
وحول تنامي مستوى التخبط الحوثي وفقدانه لعنصر التحكم بالشعارات وتحقيق الاستفادة منها، قال المقبلي بأن الشعب ومكوناته المختلفة يعيش مرحلة متقدمة من الوعي، ولم تعد تلك الشعارات الحوثية قادرة على تحقيق نتائجها، لأنها انكشفت وبات الجميع يدرك بأن ما يقوم به الحوثي عبارة عن مغامرات ومقامرات لا تجلب إلا الحروب، والدمار والويلات على الشعب ومقدراته الوطنية.
وأمام هذه المعطيات والمتغيرات أشار المقبلي إلى أن الحسم العسكري بات هو العامل الأنسب والأقرب للخلاص من كابوس الحوثي، وعلى شعبنا أن يكون مستعداً للحسم، كما يتوجب علينا جميعاً أن نستوعب المرحلة ونتعامل معها كما يجب، والتحرك ضمن المعركة الوطنية وشعارنا كل من موقعه ومترسه ” من هنا نبدأ واللقاء في صنعاء”.