رمضان في اليمن.. طقوس لا تموت رغم الأزمات

تقارير
رمضان في اليمن.. طقوس لا تموت رغم الأزمات

حدث نيوز : عرفات الشهاري

رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، يستقبل اليمنيون شهر رمضان المبارك بفرحة خاصة، حيث تتحول المدن والقرى إلى مشاهد نابضة بالحياة، تمتزج فيها الأجواء الروحانية بالعادات الاجتماعية الأصيلة.

الأسواق.. زحام رغم الغلاء

قبل حلول رمضان بأيام، تشهد الأسواق اليمنية حركة نشطة، حيث يقبل المواطنون على شراء المواد الغذائية الأساسية مثل التمور، الدقيق، الحبوب، والزيوت، ومع ذلك، فإن ارتفاع الأسعار يشكل تحديًا كبيرًا للكثير من الأسر، خصوصًا في ظل تدني الأجور وانعدام مصادر الدخل لدى البعض.

“كل سنة الأسعار تزيد، لكن ما باليد حيلة، لازم نجهز للبيت بما نقدر”، يقول المواطن محمد سعيد، أحد المتسوقين في سوق الباب الكبير بمدينة تعز.

موائد رمضان.. تكافل رغم الحاجة

رغم الأوضاع الاقتصادية، لا تغيب العادات الرمضانية عن المجتمع اليمني، موائد الإفطار الجماعي تمتد في الحارات، حيث يتشارك الجيران والمجتمع المحلي الطعام، في مشهد يعكس قيم التكافل والتراحم التي تميز اليمنيين.

“في رمضان، الناس ما تترك بعضها، كل بيت يرسل لصاحبه مما عنده”، يقول الحاج عبدالكريم، أحد سكان تعز، مشيرًا إلى أن هذه العادة لا تزال قائمة رغم قسوة الأوضاع.

المساجد.. إقبال وروحانية

مع غروب الشمس، تبدأ الأجواء الروحانية تغمر المدن اليمنية، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين، وخاصة في صلاة التراويح، حلقات تحفيظ القرآن تزداد، فيما تنشط الدروس الدينية التي تقدم عبر مكبرات الصوت، وتتحول بعض الساحات العامة إلى أماكن خاصة للاعتكاف في العشر الأواخر.

تحديات رمضان.. بين الغلاء وانقطاع الكهرباء

يواجه اليمنيون تحديات يومية في شهر رمضان، أبرزها الغلاء المستمر، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، مما يؤثر على القدرة في تحضير الطعام وحفظه، كما أن بعض الأسر تعاني في توفير المياه، مما يزيد من صعوبة الصيام في بعض المناطق.

رمضان في اليمن.. صمود رغم الأزمات

رغم كل هذه التحديات، يظل رمضان في اليمن شهرًا استثنائيًا، حيث يحاول الناس التغلب على المصاعب بروح الصبر والتكاتف، فالفرحة بهذا الشهر الكريم لا تتوقف على وفرة الطعام أو زينة الأسواق، بل تتجلى في قدرة اليمنيين على التكيف مع الظروف، والحفاظ على عاداتهم رغم الأزمات.