نظام الثلاث فصول في السعودية.. قد لا يكفي

مقالات
نظام الثلاث فصول في السعودية.. قد لا يكفي
نظام الثلاث فصول في السعودية

كتب /آدم إسماعيل

خلال نهاية العام المنصرم، كثر الحديث حول إلغاء نظام الثلاث فصول دراسية في المملكة العربية السعودية، والجدوى منه بين واحتمالات تأثيره على العملية التعليمية بين الفاعلية الإيجابية، والاضمحلال السلبي.

تصاعدت حالة الجدل والحيرة بين الطلاب وأولياء الأمور منذ ديسمبر الماضي، ولم تنتهي بعد بيان وزارة التربية والتعليم السعودية الحاسم الذي يؤكد عدم إلغاء النظام ويوضح جدواه، حيث أخذ الجدى مداءات تتعلق بالجدوى التي يحققها النظام بدافع الخوف من التغيير، الأمر الذي فتح الباب واسع أمام الشائعات والمعلومات المضللة والمغلوطة على حدٍ سواء.

يهدف نظام الثلاث فصول دراسية بشكل أساسي من خلال تقسيم فترة الدراسة إلى ثلاثة فصول (الخريف، الشتاء، الربيع) بدلا من اثنين، بواقع 12 أسبوعا لكل فصل، إلى تقليص مدة الإجازة الصيفية، والمساهمة في تطوير البناء المعرفي للطلاب.
وتعتمد وزارة التعليم السعودية على حجة “وجود فاقد تعليمي” تقدره عند بعض الطلاب بنسبة تصل إلى 90 في المئة، ووجود فجوة كبيرة بين سنوات السلم التعليمي وفترة التدريس الفعلية(ساعات التدريس) بما يقارب 4 سنوات.

ومعنى ذلك إن انقطاع الطالب عن الدراسة لمدة 4 أشهر في الإجازة الصيفية كفيلة بنسيان ما تعلمه الطالب، فيما ترى أن الحل في إتاحة وقت أكثر للدراسة التي أصبحت 39 أسبوعاً بدلاً من 36 في نظام الفصلين الدراسيين، الى جانب تقصير فترة الاجازات بحيث يتواصل البناء العلمي في أذهان الطلاب دون انقطاع.

وبين رؤى المنتقدين وحجج المؤيدين أستعرض جزء مغيبا ومعزولا عن مساحة النقاش الواسع، وبعدا عن الدائرة المفرغة التي تدور فيها آراء المعتقدين بإيجابيات نظام الثلاث الفصول وسلبياته، إذ أن من البديهي أن تصاحب عمليات التغيير في كل المجالات بالتخوف والرفض والامتناع؛ لأن الإنسان بطبعته ينزع للاستقرار لا للتغيير.

بعيد عن ذاك الصخب نبحث تن إجابة تساؤل أكثر واقعية، يقوا: هل يكفي إقرار نظام الثلاث فصول، لإنهاء مشاكل التعليم بالفعل؟، أم أنه يحتاج لآلية ما تتسع لكل المتغيرات في منظومة التعليم؟.

وبالبحث قليلا نجد من الخطأ الفادح والقصور اللافت معالجة فترات الدراسة والإجازات ـ على أهميتها ـ بمعزل عن معالجة المنهج الدراسي نفسه بما يتوافق و المعطيات التعليمية في نظام الثلاثة فصول ، وواقع التحول بين النظام القديم والجديد بشيء من الواقعية.

لا شك أن نظام الثلاثة فصول خطوة في المسار الصحيح، خطوة خطتها دول كثيرة وحققت نتائج فاعلة على المدى القريب والمتوسط، إلا أنها تبقى ناقصة ومنزوعة السياق، وتتطلب عمل حيث من الجانب البحثي، الذي يرصد المشكلات ويرشح الحلول بموضوعية او الجانب الاداري، آلية تنفيذ الحلول، وصولا لتعليم أفضل.