في ظلال الحرب الدائرة في اليمن، تتجلى مأساة إنسانية مرعبة، حيث يجد السكان في مناطق الشرعية أنفسهم محاصرين بين براثن الفقر والجوع، مُجبرين على تناول نباتات برية مثل “الحلص” لمواجهة آلام المعدة الخاوية.
“الحلص”، نبات بري ينمو في جبال اليمن، يتميز بطعمه الحامض، لا يُستخدم عادةً كطعام، إلا أنّه أصبح “مُنقذاً” في ظل ظروف “لا تُطاق”.
يروي أحد السكان، وجهه شاحب وعيونه غائرة: “نأكل “الحلص” لأنّه لا يوجد طعام آخر. لم نعد قادرين على شراء الطعام، فأسعاره ارتفعت بشكل جنوني”.
تُظهر هذه الكلمات حجم المعاناة التي تُعاني منها العائلات اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية. فقد تدهورت الظروف المعيشية بشكل كارثي نتيجة للصراع المستمر ونقص الموارد وعدم قدرة الناس على شراء الاحتياجات الأساسية.
تُشير هذه المأساة إلى فشل الحكومة الشرعية في توفير الحماية لشعبها وإلى تدهور الوضع الإنساني بشكل خطير. فقد أدى الفساد وعدم الكفاءة وإهدار الموارد إلى تعميق الأزمة وترك الناس في حالة من اليأس والحاجة المُلحة للمساعدة.
وفقًا لتقرير الأمم المتحدة الصادر في أغسطس 2024، يعاني أكثر من 17 مليون شخص في اليمن من نقص حاد في الغذاء، بينهم 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد. يُظهر التقرير أن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية هي الأكثر تضررا، حيث تفاقم ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام الأمن الغذائي من معاناة السكان من سوء التغذية لأول مرة، مما دفعهم إلى تناول النباتات البرية كوسيلة للبقاء على قيد الحياة.
إن هذا الوضع يعد مؤشراً خطيراً على مدى التدهور الحاصل في مناطق الشرعية، ويدعو إلى تحرك عاجل من قبل المجتمع الدولي، والتحالف العربي خاصة، لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة قبل أن تصل إلى نقطة اللاعودة.
