كشفت مصادر حكومية وسياسية في العراق أن تقديرات الموقف تشير إلى ضربات وشيكة تستهدف مواقع ميليشيات موالية لإيران، على خلفية تزايد الهجمات ضد إسرائيل الأسبوع الماضي.
كما أعلنت جماعة الحوثي اليمنية يوم الخميس أنها نفذت هجمات بالطائرات المسيّرة على ميناء حيفا الإسرائيلي. وأكد عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة، أن الهجمات ستتواصل بالتعاون مع “المقاومة الإسلامية في العراق”، وأشارت تقارير إلى أن الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية تصدت للكثير من هذه الطائرات، فيما نجحت طائرتان في إصابة أهدافهما.
منذ مايو (أيار) الماضي، تُستخدم صواريخ “كروز” بشكل منتظم في الهجمات، ما يصعب مهمة الدفاعات الجوية الإسرائيلية في تدميرها، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وأفادت مصادر عراقية أن “ضربات وشيكة وشبه حتمية ستتعرض لها فصائل عراقية”، لكنها لم تكشف عن الجهة التي ستنفذ تلك الضربات. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يخطط لهجمات واسعة على جماعات موالية لإيران في العراق.
تهديد متزايد وتصعيد محتمل
تصاعدت المخاوف في واشنطن وبعض الحلفاء من انتقام إسرائيلي محتمل وتصعيد إقليمي، بعدما كثفت الفصائل العراقية هجماتها الصاروخية على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، حسين الموسوي، المتحدث باسم “النجباء”، إحدى فصائل “المقاومة الإسلامية في العراق”، أكد أن الضربات تهدف إلى زيادة تكلفة الحرب في غزة.
مخاوف من تمرد داخلي
أوضح قيادي في “الإطار التنسيقي” أن بعض الفصائل العراقية المسلحة قد تكون قررت التمرد بسبب خلافات على النفوذ والحصص بين القوى الشيعية، ولفت إلى أن الرسالة موجهة لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني وإيران، مشيراً إلى أن هذا التمرد يستهدف توازن القوى الشيعية.
جهود عراقية لاحتواء التصعيد
تبذل الحكومة العراقية جهودًا لوقف الهجمات من داخل الأراضي العراقية. وقال مصدر سياسي رفيع إن رئيس الوزراء السوداني يضغط بشدة لتحقيق ذلك، لكن ضمانات النجاح تبقى صعبة.
من جانبها أعربت واشنطن عن قلقها من التعاون بين الحوثيين والفصائل العراقية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة تعارض أي هجمات من الميليشيات التي ترعاها إيران ضد إسرائيل، مؤكداً استعداد واشنطن لمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
أمريكا تحذر إسرائيل من جماعات إيران
نقل موقع “إكسيوس” عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة بايدن حذرت إسرائيل من أن “حربًا محدودة” في لبنان أو “حربًا إقليمية صغيرة” قد تتسع بشكل يصعب السيطرة عليه، مما يفتح الباب أمام تدخل ميليشيات موالية لإيران من سوريا والعراق واليمن.
وتحاول واشنطن الضغط على بغداد للتعامل مع الفصائل المسلحة، فيما أشار ميلر إلى أن بعض الجماعات العراقية لا تستجيب لأوامر رئيس الحكومة وتشارك في أنشطة مزعزعة للاستقرار.
على الجهة الأخرى لطلما نفت إيران علاقتها بأي هجمات تشنها الفصائل الموالية لها في المنطقة، مؤكدة أن تلك الجماعات تنفذ ضرباتها وفق تقديراتها الخاصة، ولا تتلقى أوامر مباشرة منها.