انتصار المقاومة السورية: رسالة تحذير للحوثيين ونهاية حقبة الطغاة
حدث نيوز: صهيب المياحي
في لحظة لم يكن أحد يتوقعها، انهارت ركائز نظام بشار الأسد على يد المقاومة السورية، لتتحول سوريا إلى نموذج حي يجسد حقيقة أزلية: الطغاة يسقطون، مهما بدا أنهم لا يُقهرون. بالنسبة لليمن، حيث يرزح الشعب تحت سطوة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، لم يكن هذا الحدث مجرد خبر دولي، بل دعوة إلى اليقظة. إن سقوط نظام الأسد يمثل زلزالًا سياسيًا تتردد أصداؤه في صنعاء، حيث يجثم الظلم في انتظار ثورة لا محالة قادمة.
يبقى السؤال في أذهان البعض هو:هل يقلق الحوثيون مما حدث لبشار الاسد؟
قلق الحوثي مما حدث في سوريا لا ينبع من تعاطف مع الأسد، بل من إدراكهم أن مشروعهم الأيديولوجي الذي استنسخ من الهيمنة الإيرانية بات على المحك. سقوط أحد رموز المحور الإيراني يرسل رسالة واضحة: الأنظمة التي تنشأ بالقوة وتفرض أيديولوجيات قسرية على الشعوب لا يمكنها البقاء للأبد.
من الطبيعي أن يشعل هذا الانتصار نار القلق في قلوب الحوثيين، لأن جذوة الثورة تتنقل بين الشعوب كعدوى لا يمكن إيقافها. اليمنيون، الذين عاشوا أعوامًا تحت وطأة التهميش والقمع، يدركون أن ما حدث في سوريا يمكن أن يتكرر في صنعاء.
على مر التاريخ، حاول الطغاة تكميم أفواه الشعوب، ظانين أن الجوع والخوف سيضمن لهم البقاء. لكن هناك حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها: الشعوب المضطهدة تحمل في داخلها قنبلة زمنية اسمها الحرية. في اليمن، حيث وصل القمع إلى مستويات غير مسبوقة، يحمل كل جائع وكل مهجر وكل مهمش بذور الثورة.
اليمني ليس مجرد رقم في لعبة الإحصاءات، بل هو كائن بكر، قادر على استعادة حريته مهما بدا الأمر مستحيلاً. في قمة المعاناة، يكمن الوعي، وفي عمق الظلم، تولد الإرادة.
لقد بنت إيران مشروعها الإقليمي على أنقاض الشعوب، مستغلة الانقسامات الطائفية والحروب الأهلية لترسيخ أنظمتها التابعة في المنطقة. نظام الأسد كان ركيزة هذا المشروع، وسقوطه يمثل انكسارًا كبيرًا لهيمنتها. إيران دعمت الحوثيين في اليمن لتكرار سيناريو الأسد، لكنها لم تتوقع أن تأتي لحظة ينهار فيها المشروع برمته.
انتصار المقاومة السورية يكشف هشاشة هذه الأنظمة، التي مهما حاولت استعراض القوة، تعتمد في جوهرها على القمع والخداع. الرسالة التي تصل إلى اليمنيين واضحة: أنظمة إيران ليست منيعة، وخلعها ليس مجرد حلم بل هدف قابل للتحقيق.
قد تكون صنعاء اليوم أسيرة تحت قبضة الحوثيين، لكن التاريخ يعلمنا أن الظلم لا يدوم. الشعوب قد تصبر، لكنها لا تنسى، واليمنيون يحملون في وجدانهم ثورة تمتد جذورها إلى أعماق تاريخهم.
حتى لو حاولت مليشيات الحوثي طمس هوية اليمنيين أو فرض أيديولوجيتها السلالية، فإن الثورة ستظل غريزة متجذرة فيهم. الحرية ليست ترفًا، بل هوية، حلمٌ يتقدم على كل طموح آخر.
صنعاء، التي اختطفتها المليشيات، لن تبقى مكبلة إلى الأبد. اليمنيون الذين أسقطوا الطغاة في الماضي، سيعيدون الكرّة، لأن الثائر الذي سيأتي، سيحمل معه كل آلام الجوعى، كل صرخات المظلومين، وكل أحلام المحرومين.
انتصار المقاومة السورية، أعادت تعريف قواعد اللعبة. ليس هناك نظام أبدي، ولا طاغية خالد. هذه الحقيقة يجب أن يدركها الحوثيون، لأن الرسالة واضحة: الثورة قد تتأخر، لكنها لا تموت.
كما استطاع السوريون، وسط كل المعاناة والتآمر الدولي، إسقاط رمز الظلم، فإن اليمنيين قادرون على اقتلاع المليشيات مهما طال الزمن. الشعوب، مثل الماء، تجد طريقها دومًا، وأقوى الحصون لا تصمد أمامها.
ربيع الثوار قادم مهما حاول الكهنه تزييف الحقيقة…انتصار سوريا ليس مجرد لحظة عابرة، بل نقطة تحول في صراع الشعوب ضد أنظمة القمع. صنعاء قد تكون اليوم في قبضة الظلم، لكن الحرية قادمة. على الحوثيين أن يدركوا أن اليمن ليست ملكًا لأحد، وأن الشعوب لا تُهزم، بل تتحين اللحظة المناسبة لتكتب تاريخها.
سيأتي اليوم الذي تنهض فيه صنعاء، ليس بعد قرن، بل في اللحظة التي يقرر فيها الشعب أن يكسر قيوده. الحرية حلم لا يمكن سرقته، والثورة قدر لا مفر منه.