الولادة والنشأة
ولد إبراهيم الحمدي عام 1943 ميلادي في محافظة إب مدينة قعطبة، والده كان قاضياً (حاكم) في ذمار، فعاش مع والده في ذمار وكان ينوب عنه في القضاء.
تلقى تعليمه الأولي، ودرس العديد من العلوم منها( اصول الفقه، الآداب و الاجتماع) على يد علماء ذمار آنذاك، و دخل الكلية الحربية في عهد الإمام أحمد يحيى حميد الدين.
مسيرته النضالية
عند قيام ثورة 26 سبتمبر للإطاحة بالامام أحمد كان الحمدي احد الجنود المقاتلين في صفوف الثوار، ثم تنقل عدة مناصب منها كان قائداً لقوات الصاعقة في عهد الرئيس عبدالله السلال، ثم مسؤولاً عن المقاطعات الغربية والشرقية والوسطى، ثم تمت ترقيته الى نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية في عام1972، ثم القائد العام للقوات المسلحة.
لعب دوراً كبيراً في المناصب التي شغلها في تحسين وضع اليمن الشمالي، و كان أحد المخططين لانقلاب 3 يونيو 1974(انقلاب عسكري ابيض) للإطاحة بالقاضي عبدالرحمن الإرياني.
فترة الحكم
اصبح رئيس الجمهورية العربية اليمنية في 23 يوليو 1974بعد تنفيذ الإنقلاب العسكري الأبيض وتقديم القاضي الارياني استقالته وتسليم الحكم للمقدم إبراهيم الحمدي.
قام بالكثير من الإصلاحات في فترة حكمه، بعضها ما زال اثرها الى الآن، لكن فترته لم تدم طويلاً وانتهت باغتياله في 11اكتوبر 1977، 3سنوات لكنها كانت مليئة بالانجازات رغم صغرها.
إنجازاته
كانت له العديد من المنحزات التي قام بها اهمها تحقيق الدولة المدنية، فكان اول ما قام به عند توليه الرئاسة تأسيس الدولة المدنية، ومعالجة الحكم القبلي، وإنشاء مكتب رئاسة الدولة وتنظيم الامانة العامة لرئاسة الجمهورية،وتفعيل الجهاز المركزي الرقابي وجهاز الأمن الوطني.
ايضاً كانت هناك العديد من الاصلاحات للوضع الإقتصادي، اهمها وضع الخطة الخمسية لتحسين الوضع الاقتصادي ( خطة لمدة 5سنوات)، وأسس الحركة التعاونية في التطوير (تعاون واشراك المجتمع في التطوير وعمل مبادرات لتنفيذ المشاريع).
الاصلاحات العسكرية تمثلت في تنظيم القوى المسلحة من خلال ازاحة مراكز القوى داخل الجيش، وتوجيهها وضبطها تحت قيادة واحدة.
لم تتمثل الإنجازات على المستوى المحلي فقط وانما على المستوى الدولي، فقام بعقد قمة البحر الأحمر في تعز مارس 1977 وتشكيل ائتلاف جوي لأمن المنطقة وبمشاركة السودان والصومال واليمن الجنوبي وتعد اهم ماقام به لسياسة اليمن الخارجية.
وكان الحمدي على صدد توحيد اليمن الشمالي والجنوبي، لكنه اُغتيل قبيل سفره الى عدن.
المشاريع التنموية
إن فترة رئاسة الحمدي كانت حافلة بالإنجازات التي لم تكتفي بالوضع السياسي فقط، ولكنها شملت الوضع الإقتصادي.
فقد عمل خطة خمسية لتحسين الوضع الاقتصادي، التي شملت جميع القطاعات، الزراعه والصناعة، والتجارة، وعمل مؤسسات ومشاريع للتنفيذ ووضع بعض القوانين التي تنظمها، منها شق و زفلتة الطرق بين المحافظات، تأسيس البنك الزراعي اليمني لدعم المزارعين، التخطيط والتنفيذ لزراعة الكثير من المناطق، تنظيم قوانين الايجارات، وتشييد الكثير من مشاريع المياه في المدن والأرياف.
اغتيال الحمدي
لم يكن إبراهيم الحمدي رئيس دولة فقط و إنما قائداً بارزاً، يمتلك تأثيراً في قلب كل يمني في الماضي والحاضر.
كان لديه هدفاً سامياً ومشروع دولة، لكن طالته يد الغدر ولم يستمر طويلاً وتم اغتياله.
لم تحظَ قضية اغتياله بموقف دولي سوى بعض عبارات النعي، ولم يفتح ملف اغتياله الى الآن على المستويين المحلي والدولي.
رحل إبراهيم الحمدي ورحلت معه آمال اليمنين، وما يزال أملهم معلقاً بالله بأن يبعث لهم حمدي جديد ليصلح اوضاع البلاد.
المصدر : حدث نيوز + ايجاز + خطاب الحمدي