تقارير

مشاكل الأبناء تهدد استقرار الأسر اليمنية

حدث نيوز: صفاء عبد القاهر

مشاكل الأبناء تهدد استقرار الأسر اليمنية تحكي أمنة عبده ، البالغة من العمر 59عاماً ،ربة منزل ، قصتها بعيون مليئة بالدموع ، حيث تقول لحدث نيوز :” وقعت مشكلة بين أبنائي وعندما أخبرت زوجي ليأتي ويحل المشكلة اتهمني أنني سببها لأنني لم أتمكن من إيقافهم، وهددني بالطلاق إذا خرجت من البيت وأنا ليس لي بهم حيله .ابني يبلغ من العمر 25 عاماً ومتزوج وهو مسؤول عن تصرفاته.”

تواصل حديثها قائلة : ” فما ذنبي أن أكون في مشاكل ابني حتى أطرد من بيت زوجي وأهدد بالطلاق في نهاية عمري بعد عشرة طويلة مع زوجي”.

دور الأم في التربية

تشير الأخصائية في التربية الأسرية ، “شيماء شمسان ‘إلى أن 75% من التربية تقع على عاتق الأم ،نظراً لانشغال الأب خارج المنزل ، لتوفير الاحتياجات الأسرة المادية .ومع ذلك أصبح الحمل المالي أحيانًا يتوزع بين الطرفين،إذ تحمل الأم الجزء الأكبر من المسؤولية المادية أيضاً.

تقول أم فراس 45 عاماً ربة منزل ولديها سبعة أبناء : “عندما علم زوجي أن ابني تعرض لحادث ، أدى الى بتر قدمه ، اتهمني بالإهمال ، مما تسبب في مشاكل بيننا أدت إلى الطلاق”

التربية المشتركة بين الأب والأم

وأضافت شمسان أنه لتجنب مشاكل الأبناء ، يجب على الوالدين تربية الأبناء منذ نعومة أظفارهم تربية صحيحة ، فالأبناء أمانة في أعناقهم .

أحمد عبدالله ،رجل منفصل عن زوجته مغترب وأب لخمسة أطفال ، يقول : ” عندما علمت بما حدث مع ابنتي طلقت زوجتي فهي المسؤولة عن تربية الأطفال في غيابي.”

التشارك بين الزوجين

من جهتها ، ترى الأخصائية الاجتماعية نجيبة الوليدي أن الأمر أصبح أصعب لكلا الطرفين الرجل والمرأة فالرجل لم يعد يستطيع بمفرده تحمل مسؤوليات المعيشة وجلب الأموال ،كما أن المرأة لا تستطيع وحدها تربية الأبناء حيث أن المجتمع لا يساعد في اكتساب الأبناء الأخلاق بسهولة في أي مكان .
لذلك ، أصبح التشارك بين الزوجين أمراًواقعاً .
حيث يساعد الزوج في طلب الرزق ، وهي تساعده في تهذيب الأبناء وتربيتهم.

وتضيف الوليدي أن المجتمع يلوم الأم اولاً في حال حدوث تقصير في تربية الأبناء مش ، بينما يلوم الرجل إذا كان هناك تقصير في توفير مستلزمات المنزل لأن ذلك من واجبه الأول. وتؤكد أن الأسرة هي مسؤولية الزوجين معاً ، وكلاهما يكمل الآخر. وأشارت إلى أنه إذا قام كل طرف بواجبه ، سيساهمان في خلق جيل واعٍ، مثقف، ومتزن ، مرتبط بالله ومتمسك بالقيم والأخلاق.

إحصائيات

وفقاً للمحكمة الابتدائية الغربية في تعز فقط حالات الطلاق منذ 2018وحتى 2021 بلغت “377” قضية فسخ عقد زواج وأثبات طلاق من أصل ما يقارب ألفي قضية عامة في المحكمة وفق لموقع “خيوط” .

التربية السليمة

وترى شمسان أن من المهم جدًا تواجد دور الأم والأب بالتساوي في تربية الأبناء. يجب أن تبدأ التربية منذ الصغر، حيث يفهم الطفل ويشعر حتى وهو في بطن أمه. لذا، يجب على الأمهات أن تقرأ على أطفالهن وتتكلم بكلمات طيبة، وأن تكون الأم هادئة وغير متعصبة خلال فترة الحمل، لأن ذلك يؤثر على الطفل.

وأضافت أنه عندما نغرس القيم والمفاهيم الصحيحة في الأطفال منذ نعومة أظفارهم، يصبح من السهل توجيههم نحو الطريق الصحيح. تبدأ التربية الصحيحة من غرس المفاهيم السليمة والأخلاق، ويليها مرحلة التربية بأساليب رائعة ومشجعة.

وأكدت أنه يجب على الأم الاهتمام بأطفالها منذ البداية. الأطفال مثل بذرة زراعية؛ كيف تربيهم وتقومهم سيصبحون . يتأثر الأطفال بالعوامل الخارجية مثل الأصدقاء، الإنترنت، الجيران، وأولاد الحارة. إذا لم تكن التربية من الداخل قوية، يمكن أن يميل الطفل مع أي تيار خاطئ .

التربية تتضمن أسلوب المكافآت والعقاب

عندما يعمل الطفل بعمل جيد، يجب مكافأته لتحفيزه. أما إذا قام بشيء خاطئ، يجب معاقبته بأسلوب صحيح بدون ضرب أو شتم أو مقارنة بأقرانه، لأن ذلك يؤثر على نفسيته.

و أنهت شمسان في حديثها لحدث نيوز : ” يوجد مفهوم خاطئ في مجتمعنا اليمني أن الطفل البالغ من العمر 3 إلى 6 سنوات يقال عنه صغير على تعليم الاشياء الصحيحة. وهذا خطأ، حيث إن الطفل في هذا العمر يفهم ويشعر ، وهنا تبدأ التربية لغرس الاشياء السليمة.”

عمل الطفل شيء جميل نكافئه ليُحفز على فعل المزيد من الأعمال الجميلة.إما إذا ارتكب خطأ، يتم معاقبته ، ولكن في إطار محدد ، بعيداً عن الضرب أو التجريح ، لأن تلك الأساليب تضر بنفسيته وشخصيته.

دور الوالدين مع مرور الوقت

عندما يتجاوز الطفل سن العشر سنوات، يبدأ في تحمل المسؤولية بشكل تدريجي في هذه المرحلة، يجب أن يصبح الأب والأم أصدقاء لأطفالهما، بحيث يقدمان الدعم والاحتواء لهم قبل أن تؤثر عليهم التكنولوجيا أو العوامل الخارجية.

في ظل التحديات الراهنة ، تظل التربية السليمة في بناء القيم والأخلاق لدى الأبناء حجر الأساس لمجتمع مستقر وقوى، حيث أن تربية الأبناء ليست مجرد واجب فردي يقع على عاتق الأم أو الأب فقط، بل هي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهودهما لضمان نشأة جيل قادر على مواجهة تحديات الحياة.

 

مقالات ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى