“اللون الأخضر في صنعاء: تجسيد لسطوة السلالة وإفقار الحياة تحت حكمها”
"اللون الأخضر في سماء صنعاء: دلالة على الاستبداد والتنكيل بالهوية اليمنية"
حدث نيوز: كتب محمد دبوان المياحي
هذا اللون الأخضر في سماء العاصمة، ليس مجرّد زينة للإحتفال بالنبي؛ هو بيان لجريمة تاريخية مستمرة منذ عشر سنوات. إصرارُ وقح تقوم به جماعة صغيرة بمصادرة حرية شعب كبير. مانحة نفسها الحق بصياغة الصورة العامة للشعب؛ وتعريفهم كما شاءت أهواءها الخاصة. طغيان اللون الأخضر في صنعاء؛ ليس إشارة لحياة مزدهرة أو بشرى لنبوءة مزعومة؛ هو مظهر حزين يعكس إرادة السلالة لإفقار الحياة وتثبيت هيمنتها المطلقة على مستقبل العاصمة.
ما من علامة لفرح في وجوه الناس ولا حتى شعور بالمهابة والجلال النبوي. أنتم مصدر لكآبة وجودية قاتلة. سيكتب التاريخ أن منسوب الحياة في صنعاء وصلت للقيعان السحيقة في سنوات حكمكم. الحياة تتعفّن في العاصمة. هل ترون شيئًا، هل تشعرون بالناس، هل تعرفونهم أو يعرفونكم. أي رباط أو جسر تواصل بينكم وبين البشر المختطفين تحت سلطتكم.. باستثناء البندقية على أكتافكم. العاصمة في حالة من الموات الشامل ولا ينقصها سوى هذا المظهر البصري لتنتشر الحالات النفسية المرضية بشكل جماعي وتكتمل الفضيحة.
تتصرّف السلالة بحرية شاملة إزاء الحياة. تُغامر في إحتقار اليمنيين والهزء بكامل ميراثهم الإنساني. كما لو أنّ حاضرها قد منحها ضمانة شاملة تجاه الغد. طريقتها في التصرّف؛ تكشف عن بلادة غريبة. إنّها لا تترك أي هامش محتمل لمستقبل مشترك بينها وبين القطاع الأكبر من البشر الرافضين لها.
كان يمكن للسلالة أن تحتفل بأعيادها بطريقة متواضعة، أن تتصرف بمهابة وحساسية تجاه العقل الجمعي للأمة اليمنية. أما وقد غرقت في عدوانها لهذا المستوى؛ فهي لا تُثبت ولا تنفي شيئًا ؛ بقدر ما تؤكد عدم قابليتها لأي تسوية تاريخية بينها وبين اليمنيين. أنت أمام جماعة كلّ خطاباتها منفصلة عن واقع الحياة وعن أدنى صور المعقولية. لا أشك مثقال ذرة أننا أمام حالة جنون جماعي لهذه السلطة، جنون حرفي وليس مجرد صفة أو مجاز.
اللون الأخضر، رمزية بلهاء لطمأنينة المغفلين. سلالة غافلة ولا تعي شيئًا من معاني الحياة وماذا يعني وجود مجتمع ودولة داخل خارطة العالم. يعتقدون أنّهم أذكياء ما داموا قد نجحوا بطلاء عاصمة البلد بهذه الصورة المستفرة. أنتم لا تحرزون تقدّمًا ولا تكشفون عن عبقرية. فليس الأمر سوى أحد تجليات سلطة غارقة في الغباء، تُصر على استدامة إرباكها للمجتمع وتأخير أي إمكانية لاستئناف المستقبل.
يومًا ما ستُحاكمون على كلّ جريمة. واحدة منها هذا الجرح العميق للشخصية اليمنية، طلاء اللون الأخضر فوق أجساد البشر، وتصوير المهانات كمناسبة للفرح.
#اغربوا_عن_وجوهنا