اقتصادأخبار اليمن

تدهور العملة اليمنية في 2025: الأسباب والآثار وتحليل الخبراء

حدث نيوز : عرفات الشهاري

في السنوات الأخيرة، شهدت العملة اليمنية (الريال) تدهورًا مستمرًا، حيث بلغ هذا التدهور مستويات غير مسبوقة في عام 2025، مع استمرار الحرب الأهلية والتحديات الاقتصادية والسياسية في البلاد، أصبح تدهور الريال اليمني أحد أبرز القضايا التي تؤثر بشكل مباشر على المواطنين والاقتصاد المحلي، يعكس هذا التدهور الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب اليمني، حيث تزايدت أسعار السلع الأساسية بشكل غير مسبوق، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير، هذا التقرير يعرض أسباب تدهور العملة اليمنية، تأثيراتها على مختلف القطاعات، وتحليل لآراء الخبراء الاقتصاديين حول هذا الوضع.

أسباب تدهور العملة اليمنية:

1. الاضطرابات السياسية والاقتصادية:

تعتبر الحرب المستمرة منذ عام 2015 من أبرز الأسباب التي أدت إلى تدهور العملة اليمنية، استمرار الصراع بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثي أدى إلى تدمير البنية التحتية للبلاد، بما في ذلك مرافق النفط والغاز، ما أدى إلى فقدان إيرادات رئيسية كانت تساهم في دعم الريال اليمني.

إلى جانب ذلك، يؤدي غياب الاستقرار السياسي إلى قلة الثقة في العملة اليمنية، مما يزيد من تدهورها في الأسواق المحلية والدولية.

2. الديون العامة وارتفاع العجز المالي:

الحكومة اليمنية تواجه أزمة مالية خانقة، حيث ارتفع الدين العام بشكل كبير نتيجة الاقتراض المحلي والخارجي لتغطية احتياجات البلاد المتزايدة بسبب النزاع المستمر، يشير الخبراء إلى أن العجز المالي الكبير ساهم في تقليل قدرة البنك المركزي على دعم العملة المحلية.

3. نقص احتياطيات البنك المركزي:

مع غياب الاستقرار الأمني في البلاد، تراجعت احتياطيات البنك المركزي اليمني من العملات الأجنبية بشكل كبير، هذا النقص جعل من الصعب على البنك المركزي دعم الريال اليمني، مما دفع قيمة العملة المحلية إلى الهبوط المستمر.

4. التضخم المستمر وارتفاع الأسعار:

التضخم كان أحد النتائج المباشرة لانخفاض قيمة الريال، ارتفاع تكاليف المواد الأساسية، مثل الوقود والغذاء، ناتج عن زيادة الأسعار العالمية وتدهور العملة، الوضع الاقتصادي الصعب جعل التضخم في ارتفاع مستمر، مما أثر سلبًا على القدرة الشرائية للمواطنين.

 

5. تأثيرات الحصار الاقتصادي والعقوبات الدولية:

الحصار الاقتصادي المفروض على بعض المناطق اليمنية من قبل أطراف النزاع، بالإضافة إلى العقوبات المفروضة على بعض الأفراد والكيانات الاقتصادية، أدت إلى نقص حاد في السلع والمواد الخام التي تستوردها البلاد، هذا النقص في الإمدادات تسبب في زيادة الضغط على الريال.

الآثار المترتبة على تدهور العملة اليمنية:

1. ارتفاع تكاليف المعيشة:

تدهور العملة أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار السلع الأساسية، المواطن اليمني أصبح يواجه صعوبة في شراء المواد الغذائية والمنتجات الأساسية نتيجة الارتفاع المستمر في الأسعار، هذا الأمر أدى إلى زيادة معدلات الفقر وارتفاع تكاليف الحياة بشكل عام.

2. تأثيرات سلبية على الأعمال التجارية:

الشركات اليمنية، وخاصة تلك التي تعتمد على الاستيراد، تواجه صعوبات كبيرة في تأمين المواد الخام بسبب تراجع الريال، هذا النقص في المواد الخام أوقف العديد من خطوط الإنتاج وأدى إلى تقليص النشاط التجاري، مما أثر بشكل مباشر على النمو الاقتصادي في البلاد.

3. زيادة معدلات الهجرة الاقتصادية:

مع تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، أصبح الكثير من الشباب اليمني يهاجر إلى دول أخرى بحثًا عن فرص عمل، هذا الهجرة الجماعية لم تؤثر فقط على الاقتصاد المحلي بل على المستوى الاجتماعي أيضًا، حيث فقدت البلاد العديد من الكفاءات.

4. الضغط على الخدمات العامة:

تدهور العملة اليمنية يؤثر بشكل كبير على قدرة الحكومة في تمويل القطاعات العامة مثل التعليم والصحة، أصبح من الصعب توفير خدمات صحية وتعليمية ذات جودة، حيث يعاني القطاعين من نقص في التمويل والمعدات بسبب ارتفاع تكاليف الاستيراد.

تحليلات الخبراء الاقتصاديين:

1. د. سعيد العكيمي، أستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء:

يشير العكيمي إلى أن “تدهور العملة اليمنية ناتج عن عوامل معقدة، أبرزها الحرب وعدم الاستقرار السياسي”، ويؤكد أن “الاقتصاد اليمني يعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية، ولكن هذه المساعدات لا تستطيع وحدها توفير استقرار حقيقي للاقتصاد”.

2. أحمد المقرمي، محلل اقتصادي في مؤسسة صدى اليمن للدراسات:

يرى المقرمي أن “أحد الأسباب الرئيسة في تدهور العملة هو غياب الإصلاحات الهيكلية في الاقتصاد اليمني، بالإضافة إلى الاعتماد الكبير على التحويلات المالية من المغتربين، التي لا يمكنها سد الفجوة المالية بشكل دائم”، وأضاف: “إصلاح النظام المصرفي وزيادة الإنتاج المحلي يمكن أن يساعد في دعم الريال”.

3. فاطمة العزي، محللة مالية:

تؤكد العزي أن “التضخم المرتفع وزيادة أسعار المواد الأساسية سيكون لهما تأثير طويل الأمد على الاقتصاد اليمني”، مشيرة إلى أن “المواطن اليمني سيكون أكثر تأثرًا خلال السنوات القادمة إذا لم يتم إيجاد حلول اقتصادية عاجلة”.

4. د. عبد الرزاق الحمادي، خبير اقتصادي:

يعتقد الحمادي أن “الاقتصاد اليمني بحاجة إلى إصلاحات شاملة وجذرية تتضمن تعزيز الإنتاج المحلي وتوفير بيئة استثمارية جاذبة، بالإضافة إلى إنشاء آليات لتحفيز صادرات البلاد”، ويرى أن “أي محاولة لاستعادة استقرار العملة يجب أن تشمل حل الأزمات السياسية أيضًا”.

التوقعات المستقبلية:

بناءً على تحليل الخبراء، تشير التوقعات إلى أن الوضع الاقتصادي في اليمن قد يستمر في التدهور في حال استمرار غياب الحلول السياسية والاقتصادية، ومن المتوقع أن تظل قيمة الريال اليمني عرضة للتقلبات الشديدة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فاعلة لتأمين استقرار سياسي واقتصادي، في حال استمر العجز المالي وزادت مستويات الدين العام، قد يواجه اليمن مزيدًا من التحديات الاقتصادية.

إن تدهور العملة اليمنية في عام 2025 يعد نتيجة مباشرة للمشاكل الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد، رغم الجهود المبذولة، إلا أن الوضع الراهن يشير إلى أن تدهور العملة سيظل يشكل تحديًا كبيرًا للمواطنين والحكومة على حد سواء، الحلول تكمن في الإصلاحات الاقتصادية العميقة وتحقيق الاستقرار السياسي الذي يمكن أن يساهم في استعادة الثقة بالعملة المحلية وعودة النشاط الاقتصادي في البلاد.

مقالات ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي الزائر نحن نستخدم الإعلانات كعائد مادي للاستمرار لأنه ليس لدينا أي دعم سوى الإعلانات