مقالات

عائلة بدر الدين والعنصرية: دعوة لقيم الإسلام

حدث نيوز : عرفات الشهاري

في مجتمعنا اليمني، نواجه اليوم تحديات عديدة تهدد وحدتنا وانسجامنا، ومن بين هذه التحديات تلك الأفكار العنصرية التي زرعتها عائلة بدر الدين، والتي أثرت سلبًا على طريقة تعاملنا مع بعضنا البعض كبشر، لقد أصبحنا نسمع مسميات تُطلق على الناس مثل “مزين” و”جزار”، وكأنها ألقاب تنتقص من كرامتهم أو تجعلهم في مرتبة أدنى، دعونا نسأل : هل هذه التصنيفات لها أصل في ديننا الحنيف؟

الإسلام، منذ بزوغ نوره، جاء برسالة واضحة تدعو إلى المساواة بين البشر، بغض النظر عن ألوانهم أو أنسابهم أو أعمالهم، القرآن الكريم يقول بوضوح: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” (الحجرات: 13)، هذه الآية تؤكد أن معيار التفاضل الوحيد في الإسلام هو التقوى، وليس اللون أو النسب أو المهنة.

نجد أن هذه المفاهيم السامية تم تشويهها من قبل من يسعون إلى تعزيز العنصرية وتفريق الناس إلى طبقات، ما يزيد الطين بلة هو أن هذه العنصرية لا تقتصر على مجرد كلمات أو ألقاب، بل تمتد إلى ممارسات اجتماعية مثل منع الزواج بين فئات معينة من المجتمع، فيتم التعامل مع هذه الفئات وكأنها أقل شأنًا، ويُفرض عليهم التزاوج فيما بينهم فقط، مما يعزز العزلة والانقسام.

العنصرية  مخالفة دينية

هذه الأفكار والممارسات لا تتعارض فقط مع تعاليم الإسلام، بل تخالف أيضًا أبسط مبادئ الإنسانية، لقد خلق الله البشر جميعًا من أصل واحد، وكرّم بني آدم جميعًا دون استثناء، فلماذا نصر على تصنيف الناس وفق معايير عنصرية بالية؟

الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال في خطبة الوداع: “يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى”، هذه الكلمات الخالدة تشكل أساسًا راسخًا لرفض كل أشكال العنصرية والتمييز بين البشر.

دعوة للتغيير

يا أهل اليمن، نحن بحاجة إلى مراجعة أنفسنا وإعادة النظر في هذه المفاهيم المغلوطة التي زرعها البعض في مجتمعنا، علينا أن ندرك أن العنصرية ليست مجرد مشكلة اجتماعية فحسب ، بل مرض يُضعف جسد الأمة ويمزق نسيجها.

علينا أن نعمل على بناء مجتمع يقوم على العدل والمساواة، مجتمع يتجاوز هذه المسميات التي تفرق ولا تجمع، وتؤدي إلى الكراهية والانقسام بدلًا من المحبة والوحدة، يجب أن نغرس في نفوس أبنائنا قيم الإسلام الحقيقية التي تحث على احترام الإنسان وتقدير كرامته بغض النظر عن مهنته أو أصله أو لونه.

إن مسؤوليتنا اليوم، كأفراد ومجتمع، هي أن نقف ضد كل أشكال العنصرية، وأن نعمل على تصحيح الأفكار المغلوطة التي لا تمت للإسلام بصلة، لنعد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، ولنستلهم منهما القيم التي ترفع من شأن الإنسان وتحقق العدل والمساواة بين الناس.

فلنترك هذه العنصرية خلفنا، ولنبدأ بمد جسور المحبة والتفاهم بين جميع أفراد المجتمع، فبهذا فقط يمكننا بناء يمن قوي ومتحد، يعكس القيم النبيلة لديننا العظيم.

مقالات ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي الزائر نحن نستخدم الإعلانات كعائد مادي للاستمرار لأنه ليس لدينا أي دعم سوى الإعلانات