غياب الاحتواء الأسري: منازل بلا دفء تقود إلى الشتات
حدث نيوز: عبدالرحمن الهلالي
يوجد عدد كبير من النساء اللواتي يعشن في أسر غير واعية، أسر تعاني من النزاعات المستمرة. لا يستمع أحد للآخر، والميزة الوحيدة التي يجدونها هي الصياح الحاد والشتائم المستمرة، التي أصبحت لغة التواصل بينهم. هذا الجو البائس يدفع الأبناء إلى الهروب من هذه البيئة المحيطة بهم بأي وسيلة ممكنة.
بالنسبة للذكور، يمثل الهروب من هذه الأسر تحررًا من الحياة المخزية التي يعيشونها، مما يدفعهم إلى الشوارع والانخراط في أعمال غير قانونية بسبب شعورهم بعدم الانتماء للمجتمع. يلجأ البعض إلى الأعمال المحرمة والسرقة، غير مبالين بخطورة أفعالهم على المجتمع.
أما الإناث، فيتحملن أعباء الحياة من تعاسة وحرمان وعدم احتواء، ويصبح هدفهن الوحيد العثور على شريك حياة يحررهن من هذه البيئة الصاخبة. لا يهم من يكون هذا الشريك أو أي صفات يتحلى بها؛ سواء كان عاصيًا أو منافقًا، فكل ذلك لا يهم. المهم بالنسبة لهن هو “التحرر”، على ما يظنن.
بمجرد العثور على شريك، يتمسكن به بكل قوة ويقدمن له الحب والحنان، حتى لو كان الزوج لا يستحق ذلك. يفعلن هذا بكونهن زوجات صالحات يقدسن الزوج كأنه إله، ويبِالغن في طاعته كأنهن عبيد مسخرات لعبادة هذا الكائن.
وربما يكون أزواجهن منعدمي الدين والأخلاق، يقضون معظم أوقاتهم في الشوارع يمارسون حياتهم الحمقاء. لا يحبون الجلوس في المنزل حتى لا ينظروا إلى تلك الفتاة البلهاء التي تنتظرهم طوال الوقت بحب وشغف. وإذا صادف وعادوا إلى المنزل، فإنهم يستعرضون قوتهم وأصواتهم وكأنهم في غابة.
المشكلة الكبرى في هؤلاء الفتيات أنهن يتحملن كل أعباء الزوج المنافق، خوفًا من العودة إلى أسرهن الضالة التي نشأتهن على المعاناة والتعاسة والحرمان. وهكذا، يصبحن ضحايا لعبودية مزدوجة، بين أسرة قاسية وزوج مستبد.