حدث نيوز – خلود الحميري
ظهرت نظرية “الإنترنت الميت” كظاهرة تعبر عن شكوك العديد من مستخدمي الإنترنت حول طبيعة المحتوى الرقمي. بدأت هذه النظرية تتبلور على منصات مثل “4Chan” و”Wizardchan” في أوائل عام 2020، وتدعي أن العالم الرقمي لم يعد يضم نفس الحضور البشري الذي كان يتمتع به في السابق، بل أصبح مليئًا بالروبوتات الآلية والخوارزميات.
في عام 2021، بدأ هذا المفهوم يلقى رواجًا واسعًا، حيث شعر المستخدمون بأن المحتوى عبر الإنترنت يتم تنظيمه بشكل متزايد من قبل الخوارزميات التي تهدف إلى التلاعب بالجمهور. ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى الصورة بشكل أكبر، وخاصة مع إطلاق أدوات مثل “ChatGPT” و”Gemini” و”Copilot”، ازدادت الشكوك حول مصداقية المحتوى الرقمي.
هذه الأدوات ليست فقط تسهل إنشاء المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي، بل تجعل من الممكن أن يتم إنتاج محتوى بشكل ذاتي من قبل الروبوتات، مما يثير تساؤلات حول مدى صدق وواقعية التفاعل على الإنترنت. الآن، مع تقديرات تشير إلى أن ما يقرب من نصف حركة المرور على الإنترنت قد تكون من توليد الروبوتات، أصبحت نظرية “الإنترنت الميت” تعبيرًا عن قلق متزايد من أن الشبكة العنكبوتية قد تتحول إلى مساحة يهيمن عليها الذكاء الاصطناعي دون تأثير بشري حقيقي.
مع هذا التحول، يدعو البعض إلى التوقف والتفكير في كيفية التعامل مع هذه الظاهرة، وكيفية التمييز بين المحتوى البشري والآلي، للحفاظ على مصداقية الإنترنت كمصدر للمعلومات والتواصل الحقيقي.