في سياق التوتر المتصاعد مع حزب الله، كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية على مواقع في سوريا، مستهدفةً أسلحة وطرق إمداد وشخصيات مرتبطة بإيران. هذا التصعيد، الذي يأتي قبل تهديدات إسرائيلية بشن هجوم واسع النطاق على حزب الله اللبناني، يعتبر جزءًا من استراتيجية إسرائيلية أوسع للحد من نفوذ إيران في المنطقة.
إسرائيل تستهدف مواقع حساسة
مصادر أمنية ودبلوماسية أكدت أن إسرائيل زادت من وتيرة ضرباتها السرية في سوريا. ففي الثاني من يونيو، نفذت غارة جوية على موقع محصن للأسلحة بالقرب من حلب، مما أدى إلى مقتل 18 شخصًا، بينهم مستشار في الحرس الثوري الإيراني. هذا الهجوم لم يكن الأول من نوعه؛ ففي مايو، استهدفت غارة جوية قافلة شاحنات متجهة إلى لبنان تحمل أجزاء صواريخ، كما قتلت عناصر من حزب الله في هجمات أخرى.
وتستهدف إسرائيل منذ سنوات الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في سوريا. ومع تصاعد النزاع مع قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، تحولت هذه الحملة إلى مواجهة مفتوحة. وفقًا لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قتلت إسرائيل عشرات القادة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في سوريا منذ بدء الحرب على غزة.
تطورات جديدة في الصراع
في أبريل الماضي، وصلت المواجهة إلى ذروتها عندما قصفت إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق، مما أدى إلى مقتل قائد كبير في الحرس الثوري. وردت إيران بإطلاق 300 صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل، التي اعترضت معظمها. وتبع ذلك هجوم إسرائيلي على الأراضي الإيرانية باستخدام طائرات مسيرة.
تشير تحركات إسرائيل في سوريا إلى استعدادها لحرب محتملة على حزب الله في لبنان.و سوريا، التي تعتبر حليفة لإيران منذ فترة طويلة، وأصبحت قناة رئيسية لإمدادات الأسلحة من طهران إلى حزب الله. ومنذ عام 2013، قامت إيران بنشر أفراد من الجيش وآلاف القوات شبه العسكرية لمساعدة نظام الرئيس بشار الأسد في الحرب.
تعزيز الهجمات الجوية
أوضحت سيلين أويسال، دبلوماسية فرنسية بمعهد واشنطن، أن إسرائيل قللت من ضرباتها الجوية لفترة قصيرة، لكنها عادت لتكثيفها مجددًا بسبب الشكوك حول نقل إيران أسلحة إلى لبنان. المسؤولون السوريون أكدوا أن إسرائيل تستهدف تقويض قوة حزب الله قبل أي صراع محتمل.
أما الهجوم الأخير الذي أسفر عن مقتل سعيد أبيار، مستشار الحرس الثوري، بالقرب من حلب، أظهر مدى قدرة إسرائيل على استهداف القيادات البارزة وإلحاق الضرر بمعدات حزب الله. أبيار كان يزور مصنعًا لإنتاج الصواريخ لحزب الله عندما استهدفه الهجوم.
استهداف البنية التحتية العسكرية
وأكد مسؤولون سوريون أن إسرائيل استهدفت مؤخرًا مركبات تحمل أجزاء صواريخ وأعضاء من حزب الله، بالإضافة إلى مستودعات أسلحة وأنظمة دفاع جوي متطورة. المسؤولون الإسرائيليون أكدوا أن الهجمات تهدف إلى تدمير أسلحة متطورة وأنظمة توجيه دقيقة للصواريخ.
كثافة في الهجمات بعد الحرب على غزة
ارتفعت وتيرة الهجمات الإسرائيلية في سوريا بشكل ملحوظ بعد السابع من أكتوبر. نفذت إسرائيل 50 غارة جوية خلال الأشهر الستة الماضية، مستهدفةً مطارات ومستودعات أسلحة.
في المقابل، أكد نواف الموسوي من حزب الله أن الجماعة مستمرة في تعزيز مخازنها بأسلحة وصواريخ جديدة
وتعليقا على هذه الهجمات في سوريا، قال فرزان ثابت، كبير الباحثين بمعهد جنيف للدراسات العليا والمتخصص في السياسة الخارجية الإيرانية، إن إسرائيل تأثرت بالهجمات عليها من حزب الله وحلفاء إيران في العراق واليمن خلال الحرب على غزة، “لكنها قتلت عددا أكبر من عناصر حزب الله ومن الشخصيات المهمة، ومنهم أعضاء بالحرس الثوري الإيراني في سوريا، وبالتالي فهي خسارة أكبر لحلفاء إيران
هذه التحركات تشير إلى أن إسرائيل تستعد لجولة جديدة من الصراع في المنطقة، مع تركيزها على تقويض قوة حزب الله والحد من نفوذ إيران في سوريا ولبنان.