حدث نيوز/ أسماء الصامت
“هناك غياب شبه تام للكتب والمراجع الجديدة في مكتبة الكلية، الطلاب والباحثون يلجؤون الى بيئة الإنترنت في الغالب، وهو لا يكفي إذ أن كتب كثير ليست متاحة”، تقول لمياء السامعي، طالبة متخرجة حديثا من كلية الآداب ـ جامعة تعز.
وتضيف السامعي، أن المترددين على مكتبات الكلية وفي الغالب يزورونها فقط لأغراض الراحة والعمل برفقة أجهزتهم المحمولة، لا للقراءة والبحث، لا فتةً إلى أن التكنولوجيا وغياب المراجع والكتب الجديدة، أهم عوامل ضعف إقبال الطلاب على المكتبة.
وتذكر السامعي أن بعض التخصصات مثل الجرافكس لا يوجد في المكتبة مراجع لها.
بين الندرة والقدم
تضم مكتبة الكلية عدة أقسام، الإسلامية واللغة العربية علم الاجتماع وعلم النفس والتاريخ، بالإضافة إلى الجغرافيا والإعلام، بواقع 14 الف كتاب، جميعهم قديمة لا تلبي احتياجات الطالب، توضح بشيرة سيف مسؤولة المكتبة.
تقول بشيرة سيف أن متوسط عدد الطلاب الذين يدخلون للمكتبة في الأسبوع يصل ١٠ طلاب، فيما بعضهم يأتون حاملين اجهزة الكمبيوتر المحمول للعمل، والبعض الآخر يأتون للمذاكرة فقط.
وتذكر أن الوافدين للمكتبة لا يأتون لأخذ كتب أو مراجع لعمل أبحاث وإنما لإتمام أنشطتهم سواء بالجوال أو الكمبيوتر المحمول غالبا.
غياب التحديث
تقول ورود الشرعبي، طالب إعلام: “بحثت في المكتبة عن كتب ومراجع في مجال الإعلام لم أجد سوى مجموعة صغيرة من الكتب تنعد لا تتعدى الـ 15 كتاب وكلهم قديمة بعيدة عما يدرَّس في الوقت الحالي”.
وترى الشرعبي أن من مسؤولية الجامعة توفير الكتب الجديدة وتحديث محتويات المكتبة باستمرار، مؤكدا على ضرورة إنشاء مكتبة إلكترونية في جامعة تعز ورفدها بمختلف الكتب.
تداعيات الحرب والإهمال
خلال أربع سنوات لم نلق أي توجهات مم الدكاترة للرجوع إلى المكتبة، وهذا بفعل غياب المراجع الحديثة في الإعلام وهو تخصص أكثر ديناميكية وتجدد، يقول سام البحيري، طالب متخرج حديثا .
ويلفت البحيري إلى أن تدشين الكلية التي تدمرت جزئيا بفعل الحرب وإعادة ترميمها قبل أربع سنوات، والوقت الذي استغرقه إعادة افتتاح المكتبة وتجميع الكتب التي كانت مخزنة ، الى جانب قدم ومحدودية الكتب فيها ، عوامل شكلت حاجزا بين الطلاب والمكتبة، مضيفا أنه يذهب الى المكتبة احيانا للبحث في التاريخ خارج تخصصه.
حلول وتوصيات
يرى غازي الشوافي أمين عام الكلية أن توفير الكتب والمراجع الكافية والجديدة وغير المتاحة في الانترنت سيكون حلًا مناسبًا وسيسهم في زيادة إقبال الطلاب للمكتبة.
ويوضح الشوافي: “الكتب المتوفرة في المكتبة المركزية لا تفي بالغرض ووهناك توجه ضمن المشاريع المستقبلية في جامعة تعز يتعلق بشبكة الإنترنت ومكتبة إلكترونية تعمل بشكل موازي للمكتبة المركزية وتضمن للطالب الوصول الأسهل الى الكتب والمراجع.
عوائق مالية
يتفق مع هذا يحي المذحجي عميد كلية الآداب بجامعة تعز مستدركا أن وجود الكتب القديمة فقط هو نتاج انقطاع كل روافد الجامعة منذ ما يزيد عن 10 أعوام، خصوصًا بعد توقف الموازنات الحكومية التشغيلية للمؤسسات التعليمية ومن ضمنها موازنة المكتبة.
ويتابع حديثه، أن على الطلاب استخدام المصادر الإلكترونية المتاحة في الاستزادة، بحيث لا يصبح قصور مكتبة الكلية عائق أمامه، لافتا الى أنه يجري التحضير لإنشاء مكتبة إلكترونية على مستوى الجامعة.