تحقيقات

إدمان مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية

أحجد أهم أسباب الأمراض النفسية

حدث نيوز/ تحقيقات

يعرف إدمان وسائل التواصل الاجتماعي بأنه الاستخدام المفرط  لمواقع التواصل الاجتماعي بأنه نوع من أنواع الاعتماد النفسي والسلوكي على منصات التواصل الاجتماعي ويُعرف أيضًا باضطراب الإدمان على الإنترنت والأشكال الأخرى من إفراط استخدام الإعلام الرقمي، ويعرف عامة بأنه الاستخدام القهري لمنصات التواصل الاجتماعي والذي ينتج عنه ضرر فادح في أداء الأفراد في مختلف مجالات الحياة لمدة طويلة. 

من خلال هذا التحقيق نتعرف من خلال آراء الباحثين ونتائج الدراسات في هذا المجال ومن خلال ملاحظة الظاهرة والبحث في تفاصيلها  على حيثيات الإصابة بإدمان السوشيال ميديا وطبيعة مستويات الإصابة، والنصائح والتوصيات في هذا المجال. 

إدمان مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية | حدث نيوز

إدمان السوشيال ميديا قصة

خالد محمد( 25عام) يقول: إن بقائي على السوشيال ميديا لا يرتبط بأي التزامات أو أي أعمال، فقط أبقى معظم وقتي اتصفح دون القدرة على الخروج منها، ويضيف لقد أصبح الأمر صعبا الى الحد الذي لم أعد استطيع انجاز مهامي اليومية، حتى التركيز لم يعد متزنا صرت أضيع معظم أشيائي بين الكلية والمنزل . 

وتصف أم خالد حال ابنها لمعد التحقيق تقول: يقضي معظم أوقات النهار على الهاتف منعزلا في غرفته ويبقى على الهاتف حتى وقت  الأكل والمواصلات، اصبح اتكاليا وغاية في الكسل، واسترسلت، انخفض تحصيله الدراسي وقل أصدقاؤه. 

وتضيف، لم يكن خالد هذا من قبل شرائه للهاتف، لقد تغير كثيرا، كان مرحا نشيط ومجتهد في التحصيل الدراسي وينافي على المراتب الأولى في الجامعة وأصبح كسولا منعزلا أغلب الأوقات وضعف مستواه الدراسي إلى الحد الذي يمكن أن يتوقف في أي لحظة عن الدراسة، وتلفت إلى أن وضع خالد أصبح بمثابة مصدر قلق لها ولوالده حيث عجزوا عن إيجاد حلول ويتخوفون بشأن مستقبله حال بقي على هذه الحالة  . 

إحصائيات المستخدمين 

وتقدر إحصائيات رسمية لعام 2021م أن عدد مستخدمي الإنترنت من إجمالي عدد السكان 34.84 مليون، مع العلم أن عدد مستخدمي الهواتف 47.16 مليون، مع العلم أن زيادة عدد مستخدمي الهواتف يرجع لأن هناك أشخاص يستخدمون أكثر من هاتف عدد سكان السعودية تجاوز حاجز 35 مليون نسمة ، 57.8% منهم ذكور، و 42.2 % إناث، مع العلم أن متوسط العمر 31.8، عدد مستخدمي الإنترنت من إجمالي عدد السكان 34.84 مليون،

أما عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فإننا سنجد أن 29.3 مليون سعودي داخل السعودية يقومون باستخدام السوشيال ميديا، و 83.68% من السكان يستخدمون السوشيال ميديا، مع العلم أن متوسط مدة الاستخدام اليومي تصل لـ 3 ساعات و 6 دقائق منقسمين إلى 70% من الذكور، و30% من الإناث.

مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية

 

وعن إحصائية مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، نجد أن هناك 29.3 مليون يستخدمون موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب”، 28.4 مليون يستخدمون “واتساب”، 20.3 مليون يستخدمون سناب شات، و14.2 مليون يستخدمون موقع تويتر، و11.6 مليون يستخدمون ماسنجر، و12 مليون يستخدمون فيسبوك، و15.6  مليون يستخدمون انستجرام، 25.74 مليون يستخدمون موقع تيك توك، و 7.94 مليون يستخدمون بينتريست، 7.9 مليون يستخدمون موقع سكاي بي، و6.91 مليون يستخدمون لاين، و6.56 مليون يستخدمون وي شات، و6 مليون يستخدمون لينكد ان، و4.84 مليون شخص يستخدمون موقع تومبر.

بين الإدمان والعادة

وتشير الدراسة الى أن هناك فرق كبير بين إدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدامها كعادة يومية، وتوضح هذه الفروقات من خلال أن الإدمان يؤثر سلبا في العمل والدراسة و أحد مؤشراته استخدام الوسائل في الجلسات العائلية وأثناء تناول الطعام بالإضافة الى أن من مظاهر الإدمان  استخدام الوسائل كنوع من أنواع حل المشكلات التي تواجه الشخص أو الهرب منها ومظهرا   الشعور بالقلق والاكتئاب والغضب عند عدم القدرة على استخدامها و  كثرة التفكير فيها عندما لا تستخدمها، مثل نفاذ الطاقة في الهاتف الذكي. 

الإدمان عند الأطفال

شدد الأكاديمي المختص بوسائل التواصل الاجتماعي أرسلان  الأحمد عضو هيئة التدريس بكلية التربية التابعة لجامعة طيبة  ، على أن استخدام الأطفال المفرط لشبكات التواصل الاجتماعي، يعرضهم لمشاكل جمة تؤثر على المستوى التحصيلي الدراسي لدى  الأطفال لافتا إلى  ضرورة الترشيد والتحكم بكيفية استخدام الطلاب من الأطفال لتلك الوسائل، كي يتسنى لهم التكيف بسهولة مع المدرسة وتحقيق النجاح فيها و ضرورة إيلاء الأسر اهتماماً بطرق استخدام أطفالها لتلك الوسائل.

وأضاف أرسلان: “يمكننا بسهولة أيضاً ملاحظة تلقي الأطفال معلومات غير مهمة ولا تناسب أعمارهم، يأتي هذا من خلال استخدامهم المفرط لتلك الوسائل، إلى جانب تعلمهم عادات  أخرى  سيئة من الآخرين و تابع موضحاً: “من المهم لا ننسى أيضاً تقليدهم  التام للآخرين، واستخدام ألفاظ نابية وتصرفات خارجة عن الفطرة ، فضلاً عما يلحق بهم من خلل بالنوم والأكل، وهو نفسه عدم المشاركة في الأنشطة العائلية وكذا الإحجام عنها”.

مخاطر الانتشار

أثبتت دراسات محلية  حديثة  أن حوالي 400 مليون شخص سعودي مصابون ويعانون  يعانون من ظاهرة الإدمان على استخدام السوشيال ميديا (منصات التواصل الاجتماعي )، وبحسب الدراسة فإن  هذا النوع من الإدمان الجديد أقوى من الإدمان على المخدرات  أو التدخين، إذ أن له له آثار نفسية وجسدية سلبية على المدمن؛ من ضمنها الخمول الجسدي وقلة الحركة والصداع التواصل  والشعور الدائم بالتوتر والتعب، خصوصا عند انقطاع الإنترنت، إضافة إلى حب الوحدة  والاكتئاب والتشبث بالرأي والاغتراب والهروب من مواجهة المجتمع الواقعي مما قد يؤدي إلى حالات من الاكتئاب التي قد تؤدي النهاية  إلى الانتحار.

الباحث السعودي في الإعلام الجديد مشاري الذايدي يقول: حين تفتح كل الأبواب على بعضها، وتنزع منها عراها، فأنت – بعيدًا عن رومانسيات حرية التعبير وحرية تداول المعلومات – تتيح الفرصة لتبادل الخبرات السيئة بين بني البشر.

ويستدرك، “لن أتحدث عن جناية الـ«سوشيال ميديا»؛ «تويتر» مثلاً، على العلاقات الطبيعية بين أفراد الأسرة، والأصدقاء؛ حيث سلبت هذه الوسائط، الدقائق التي كانت تمضي في صالح الاتصال الإنساني الصحي، ومن الملح في هذا الصدد، أن كثيرا من الأمهات والآباء، من المسنين طبعا، صاروا يشترطون على أولادهم وأحفادهم أثناء الزيارة، وضع هواتفهم الذكية خارج المجلس بسلة خاصة!”

ويضيف، “هذه أضرار على المدى البعيد مدمرة للصحة النفسية والعلاقات الطبيعية، خاصة للمراهقين، إنه وباء، فعلاً، يجب التصدي له، لذلك تعقد منظمة اليونسكو المعنية بالثقافة والتربية، في مقرها بباريس، منتصف الشهر الحالي، مؤتمرًا لدراسة السبل الكفيلة بمكافحة التشدد والتطرف لدى الشباب في الإنترنت.”

 

العلامات والحلول

وبحسب دراسة صادرة عن  المركز الوطني للصحة النفسية أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي  له تأثير كبير على  عقلك، حيث إنه عندما يقوم الفرد بدخول تطبيقاته المفضلة تزداد إشارات الدوبامين التي ترتبط بالناقلات العصبية المتخصصة بالمتعة في العقل، لذا؛ يتم تحديد استخدام تلك التطبيقات على أنها نشاطات يجب تكرارها، خاصة بعد الشعور بمشاعر إيجابية أثناء استخدامها، وهذا يعتبر كنوع من أنواع التعزيز للإدمان، لذلك حين تبدأ الدوبامين بالانخفاض ستعود لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وتوصلت الدراسة إلى إلا أن استخدام السوشيال ميديا  يؤدي الى  انخفاض الثقة بالذات بسبب التعرض المفرط للمقارنة مع حياة الآخرين الانعزال عن المجتمع الواقعي، ما قد يسبب الوحدة  القلق والاكتئاب، نتيجة التصفح المتكرر والانتظار الإضافة  اضطرابات النوم خاصةً عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم انخفاض معدلات الحركة والنشاط البدني وكذلك انخفاض في مستويات الأداء في العمل أو الدراسة وعدم الإحساس بالتعاطف مع الآخرين.

زر الذهاب إلى الأعلى