قصص و روايات

52حالة وفاة للأجنة في بطون أمهاتهم بالجوف منذ بداية العام

جميلة تروي قصة موت جنينها في شهره الثامن

حدث نيوز :العنود أحمد

“عندما كنت أنتظر بلهفه قدوم مولودي الأول أتتني فاجعة موته داخل أحشاي” تقول جميلة ابنة 18 عامًا، من مدينة الحزم بمحافظة الجوف.

تقول جميلة: “عندما عرفت بحملي مولودي الأول فرحت فرحاً شديداً وبدأت بالمتابعة بالمراكز الصحية للاطمئنان عليه”، وتتابع: كنت أحلم دائمًا وأتساءل متى سيكون بين أحضاني، تسابقت الأشهر وفي الشهر الثالث عملت الفحوصات كافة، فدارت الشكوك حول وجود فيروس، بينما بعض الطبيبات لم يكدن ذلك، إلا أنني خفت حينها وقلقت كثيرًا”

 

تعليمات الطبية

تقول جميلة بأنها استخدمت كافة العلاجات التي تصرف لها ولم تهمل شيء منها، وحتى الشهر الثامن كالعادة ذهبت لتقوم بالفحوصات والأشعة التلفزيونية للاطمئنان على جنينها. وتضيف: “بعد الفحوصات تبين أن مشيمة الجنين متقدمة فقررت عدم الذهاب إلى أهلي في القرية، وبدأت باتباع تعليمات الأخصائية وأخذ العلاجات، بانتظام لمدة أسبوع كامل، وعند عودتي إليها، تبين أن المشيمة عادت إلى وضعها الطبيعي، فلم أتملك نفسي من الفرح والابتهاج، ففقرت الذهاب إلى زيارة أهلي في القرية، وأنا أردد الحمد لله دون توقف”.

 

وفاة الجنين

وتواصل الزوجة ذو الثمانية عشر عامًا شرح قصتها بالقول “لم أشعر بشي من بعد 15 يوم من جلوسي عند أسرتي وفي شهري التاسع لم أعد أشعر بأي حركة من جنيني، قلقت جدًا، وبدأت الوساوس تأتي وتذهب، وأحدث نفسي لعل وعسى، وحتى صباح اليوم الثاني، لم أستطع التحمل ولم أتمالك نفسي، فالخوف مسيطر علي، ليأخذوني إلى مركز طبي في المديرية، وقالت الطبيبة بعد الأشعة أنه لا يوجد نبض للجنين، فكانت الصدمة قوية، جنيني البكر يذهب مني، ليتم تحويلي إلى مستشفى بمدينة الحزم، وبعد إجراء الفحوصات والأشعة، تبين أن جنيني توفي في داخلي، لم أستطع السيطرة على نفسي، ومن ذلك الوقت وأنا أبكي”

لم تجد جميلة إلا الاستسلام لقدرها، والخضوع لإخراج الجنين بتحفيزات الولادة، فتقول: “بعد أربعة أيام، ولدت لكن مولدي بلا روح”

تتحدث جميلة عن خوف يراودها بأن تحمل وتفقد جنينها مرة أخرى، وهي لا تعرف ما السبب، رغم أنها لا تهمل نفسها ولا تعمل في الأعمال الشاقة، حد قولها.

 

انعدام التشخيص

تقول المختصة بالمستشفى الذي تواجدت فيه جميلة، بأنه عند قدومها تبين من الأشعة بأن الجنين متوفي، وهو ما دعانا لسؤالها إن كانت تعمل في الأعمال الشاقة، أو حدث لها سقوط، أو ما شابه، إلا أنها لم تواجه أي شيء من ذلك. تقول الأخصائية في المستشفى ريم.

وتتابع بالقول: جميلة ليست الحالة الوحيدة التي تأتي إلينا بجنين متوفي، ففي الآونة الأخيرة تزايدت حالات موت الأجنة، والأسباب كثيرة منها انعدام بعض الفحوصات التي تساعد على التشخيص السليم، كذلك تشوهات الجنين، ونقصان مدخلة الجسم الأصفر، وانفصال المشيمة، وجرثومة الرحم، وحوادث سقوط الأم، أو بسبب مخلفات الحروب.

وتشير ريم بأن هناك كذلك انفجار للرحم نتيجة استخدام أدوية الطلق بطريقة غير صحيحة وتتعسر الولادة، إضافة إلى قلة الوعي الصحي لدى بعض الأمهات وعدم التزامهن باستخدام الأدوية بانتظام.

الوفيات خلال العام

بدورها قالت مديرة إدارة صحة الأم والتوليد بمحافظة الجوف جميلة قسوة أنه من بداية العام الجاري، وحتى نهاية نوفمبر الماضي، وصلت 52 حالة وفاة جنين في بطون الأمهات، و12 وفاة بعد الولادة.  في محافظة الجوف، وترجع قسوة أسباب ذلك إلى تدهور الحالة المادية وصعوبة المعيشة وتدني الخدمات الصحية في بعض المرافق بسبب قلة الدعم.

وفيات الاملاص

فيما تظهر بيانات منظمة اليونيسف، بأن حالات الإملاص (وفيات الأطفال قبل الولادة) في اليمن بلغت 42195 في العام 2021م.

 

تم إنتاج هذه المادة ضمن مخرجات برنامج التغطية الإعلامية الجيدة لقضايا الصحة الإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى