يعيشون أحراراً ويرحلون عظماء

مقالات
يعيشون أحراراً ويرحلون عظماء
بشار عبدالملك

حدث نيوز:  أبو رهام الشقب

المناضلون يعيشون أحراراً لأنهم يحملون في قلوبهم شجاعةً تتجاوز حدود الزمان والمكان، ويرحلون عظماء لأنهم يتركون وراءهم إرثًا من القيم والمبادئ التي تستمر في الحياة من بعدهم، وكأنهم لم يغادروا، بل تحولوا إلى نورٍ يتسرب إلى وجدان كل من عرفهم.

الملازم الشهيد بشار عبدالملك الشقبي لم يكن شخصًا عاديًا بل كان مثالًا حيًا للتضحية والطموح عاش حياته وهو يؤمن بأن الحياة لا تُقاس بعدد سنواتها بل بقيمة الأثر الذي تُخلفه بشار لم يحمل السلاح فقط بل حمل معه قيم النضال التي زرعت في قلبه منذ طفولته وكانت البوصلة التي وجهته في كل خطوة خطاها.

عرفته منذ نعومة أظافره لقد عاش طفولته طموح ومثابر ومثال يقتدى به في المدرسة والقرية بخلاف أطفال القرية الآخرين وقد شب على القيم والأخلاق النبيلة.

التحق بشار في صفوف قوات شرطة الدوريات وأمن الطرق بتعز ولم يلهه ذلك عن طموحه وشغفه فقرر أن يجمع بين القلم والبندقية إيماناً منه بأن القلم جزء من المعركة فالتحق بجامعة تعز ودرس حتى تخرج وحصل على شهادة الليسانس في الشريعة والقانون ثم بدأ دراسة الماجستير في القانون عام2024م وعرفه زملائه بالجد والمثابرة وحسن السيرة والسلوك وعرف بين رفاق سلاحة بالإخلاص للوطن والأمن فتم ترقيته إلى رتبة ملازم وتسلم قيادة نقطة الصافية الأمنية بالتربة وهناك عرف بتفانيه وإخلاصه لتعز ولأمن تعز وابلي بلاء حسنا في عمله الأمني وبقي مخلصاً لوطنه ولأمن مدينته حتى اصطفاه الله وفاضت روحه إلى باريها شهيداً بحادث سير مروع أثناء اداء واجبه الأمني في منطقة الشمسرة بمحافظة تعز في ذكرى يوم بدر الكبرى السابع عشر من رمضان المبارك 1446هـ استشهد بشار بلحظةٍ اختلط فيها القدر بالعجب تحولت السيارة من وسيلة للحياة إلى بوابة نحو الخلود معلنة رحيله وانتصار الموت على الطموح ملتحقاً بركب الشهداء الذين سبقوه، ارتقى بشار كفكرةٍ نقية تسكن أرواح من عرفوه ولكنه بقيّ حياً وهكذا يرحل العظماء تاركين خلفهم إرثًا لا يُنسى من التضحية والصمود.

لم يكن الغياب نهاية قصته بل كانت تلك اللحظة بداية لتحوله إلى رمز خالد وفكرة نبيلة تعيش في نفوس من أحبوه ومن شهدوا إخلاصه ووفاءه لوطنه.

رحم الله الشهيد بشار واسكنه فسيح جناته وجعل من سيرته نبراس لكل الأحرار.