يواجه الطلاب الجامعيون في اليمن تحديات يومية تعكس واقعًا صعبًا يعيشه هؤلاء الشباب خلال مسيرتهم التعليمية ورغم كل الصعوبات التي تعترض طريقهم، يواصلون بثبات وإصرار العمل نحو تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، التي تمثل نافذة أمل في مستقبل أفضل .
تشكل أزمة السكن أحد أبرز التحديات التي يواجهها الطلاب الجامعيون، خاصة في محافظة تعز، التي تشهد ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الإيجارات خلال السنوات الأخيرة حيث يجد العديد من الطلاب أنفسهم عاجزين عن تأمين مساكن ملائمة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تفاقمت بفعل الحرب والصراعات المستمرة التي تشهدها البلاد.
يعيش بعض الطلاب في ظروف معيشية قاسية، حيث يضطرون أحيانًا للنوم دون طعام أو ماء كافٍ، ويفتقرون إلى أساسيات الحياة الكريمة مثل الفراش المناسب هذه الظروف القاسية تضعهم أمام تحديات نفسية وجسدية مستمرة، تجعلهم عرضة للإنهاك والانهيار.
يشكل السكن الطلابي في تعز ملاذًا للعديد من الطلاب القادمين من الأرياف، الذين يحملون أحلامًا كبيرة وطموحات أكاديمية ومع ذلك تعكس هذه البيئات السكنية واقعًا مليئًا بالمعاناة اليومية.
يبدأ الطلاب يومهم بمحاولة التكيف مع التحديات، سواء كانت مرتبطة بتكاليف المعيشة أو البيئة الدراسية وعلى الرغم من ذلك يستمرون في تطوير قناعات فكرية ومهارات تساعدهم على مواجهة الواقع بصلابة.
وفي ظل التدهور الاقتصادي الذي يعصف باليمن، تتساقط آمال الكثير من الطلاب كما تتساقط أوراق الزهور في البرد القارس أصبح الإحباط واليأس جزءًا من حياتهم اليومية، حيث يتأرجحون بين السعي لتحقيق أحلامهم والظروف القاسية التي تعترض طريقهم.
في هذا السياق المليء بالتحديات، تبرز الحاجة الملحة لدعم هؤلاء الشباب الذين يعانون بصمت وينبغي أن يتحلى المجتمع بقدر أكبر من الإنسانية والرحمة، وأن يقدم الدعم اللازم لهم لمواصلة تعليمهم وتحقيق أحلامهم.
إن استثمار الشباب هو استثمار في مستقبل اليمن، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال توفير بيئة ملائمة تمكنهم من التغلب على معاناتهم وبناء مستقبل أفضل لهم ولبلادهم .