حدث نيوز: عرفات الشهاري
في مشهد مؤلم يجسد واقع الإهمال ، يواجه مرضى الفشل الكلوي في مستشفى الثورة بمحافظة تعز معاناة غير مسبوقة، في الأمس ، توقف قسم غسيل الكلى عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل الأجهزة، هذه الأزمة المستمرة دفعت القسم إلى الاعتماد على التبرعات لتلبية احتياجاته الأساسية، في ظل غياب أي دعم أو استجابة فعلية من السلطات المحلية.
تعز، التي تعد من أكبر المحافظات إيراداً ، تضخ ملايين الدولارات سنوياً إلى خزائن السلطة المحلية، لكن هذه الأموال لم تنعكس على الخدمات الأساسية، وأبرزها توفير الديزل لمستشفى يخدم حياة العشرات من المرضى يومياً، كيف يمكن تفسير هذا الإهمال؟ وكيف يمكن للسلطات أن تبرر عجزها أمام هذه الأزمة التي تهدد حياة أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم مرضى؟
التساؤلات لا تتوقف عند السلطات المحلية فقط، بل تمتد لتطال القيادة السياسية، وعلى رأسها رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، الذي صرّح مراراً بأنه يراقب أداء السلطات المحلية مع أعضاء المجلس، لكن الواقع يكشف العكس؛ لا مراقبة ولا تدخل يُذكر، بينما المرضى يكافحون للبقاء على قيد الحياة وسط انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود.
يعكس هذا الوضع المأساوي أزمة حقيقية في الإدارة والمسؤولية، حيث يدفع المواطنين ثمناً باهظاً مع كل يوم يمر دون حلول، ويبقى السؤال الأهم: إلى متى سيظل مرضى تعز يدفعون ثمن الفساد والإهمال؟ وأين الوعود التي أطلقها المسؤولون لتحسين الخدمات ومحاسبة المقصرين؟
مرضى الفشل الكلوي اليوم هم ضحايا إهمال السلطات المحلية ومؤسسات الدولة، في وقت ينتظر فيه المواطنون أفعالاً حقيقية تنقذ حياتهم، لا وعوداً فارغة تُضاف إلى قائمة طويلة من الخذلان.