مجدل شمس.. تاريخ من المقاومة والهوية السورية
متابعات- حدث نيوز
في 27 يوليو/تموز، اتجهت الأنظار إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل
بعد سقوط صاروخ أدى إلى مقتل 11 من سكانها وجرح العشرات.
في أكبر حصيلة للضحايا على الجبهة الشمالية منذ تصاعد النزاع بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
هذا الحادث سلط الضوء على مجدل شمس، البلدة التي يسكنها الدروز السوريون وتقع بالقرب من الحدود السورية في مرتفعات الجولان.
السكان والهوية
تعد مجدل شمس أكبر مركز سكاني لدروز الجولان، ويقطنها نحو 12 ألف شخص. صمد سكانها في أرضهم عقب الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.
وواجهوا سياسات التهجير والتضييق المنهجي ومحو الهوية بالمقاومة المسلحة في البداية، ثم بالمقاومة المدنية المستمرة حتى اليوم.
وتمثلت هذه المقاومة في رفض الجنسية الإسرائيلية، ومقاطعة الانتخابات المحلية.
ومقاومة مشاريع قضم الأراضي والهيمنة على الموارد الطبيعية،مع الحرص على توثيق الترابط الاقتصادي والاجتماعي مع سوريا.
الاحتلال وسياسات الهيمنة
استولت إسرائيل على 1200 كيلومتر مربع من مرتفعات الجولان في حرب 1967.
ولم تعترف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بضم إسرائيل لهذه المناطق.
تعتبر المستوطنات التي أقامتها إسرائيل في الجولان غير قانونية وفق القانون الدولي .
ومنذ عام 1981 رفض أكثر من 90% من سكان مرتفعات الجولان المحتلة الجنسية الإسرائيلية، محتفظين بوثائق سفر تعرّف جنسيتهم بأنها “غير محددة”.
المقاومة العسكرية والمدنية
بعد الاحتلال الإسرائيلي، شكل مجموعة من شباب الجولان تنظيم حركة المقاومة السرية، حيث قدموا معلومات للجيش السوري وقاموا بعمليات عسكرية ضد المراكز الإسرائيلية.
لكن مع تزايد احتمالات التوصل إلى اتفاق كامب ديفيد وغياب الدعم الإقليمي، اقتنع الدروز بأن المقاومة تتطلب نهجًا غير عسكري.
لذا تحولوا إلى العصيان المدني كإستراتيجية عملية ضد الاحتلال.
الترابط مع سوريا
ناضل دروز الجولان للحفاظ على ترابطهم مع سوريا، حيث أعفت الحكومة السورية شباب الجولان من الرسوم الجامعية وخصصت لهم راتبًا شهريًا صغيرًا للدراسة في سوريا.
و ساعدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المزارعين الدروز في بيع منتجاتهم إلى الحكومة السورية.
رغم السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى ضم الجولان و”أسرلة” سكانه، حافظ دروز مجدل شمس على هويتهم السورية واستمروا في مقاومتهم المدنية، مؤكدين على ارتباطهم العميق بوطنهم الأم سوريا.
تبقى قصة مجدل شمس نموذجًا للصمود والمقاومة في وجه الاحتلال والسياسات التمييزية.