ثقافة

لماذا يُطلق على آخر جمعة من شهر رمضان اسم “الجمعة اليتيمة”؟

في اللغة العربية، تُطلق على آخر جمعة من شهر رمضان المبارك عدة أسماء، منها “الجمعة اليتيمة“، وذلك لأنها تكون آخر فرصة للمسلمين للمشاركة في صلاة الجمعة في هذا الشهر الفضيل قبل انقضائه.

يُشار إلى أن هذه الجمعة تعد مناسبة خاصة للمسلمين، حيث يحرصون على تجديد التوبة والاستغفار والتضرع إلى الله تعالى قبل نهاية شهر رمضان. كما يُطلق عليها في بعض الأحيان “الجمعة الحزينة” أو “جمعة الوداع”، لأنها تشكل وداعًا لشهر رمضان الكريم الذي يحمل في طياته الطاعة والعبادة والتقرب إلى الله.

 

تم تسمية آخر جمعة في شهر رمضان المبارك بـ “الجمعة اليتيمة” لأنها تكون الجمعة الأخيرة في هذا الشهر ولا يتبعها أي جمعة أخرى في نفس الشهر. وبالتالي، تكون هذه الجمعة فريدة من نوعها ولا تشابهها جمعة أخرى في نفس السياق الزمني. يمكن اعتبارها “يتيمة” بمعنى أنها تقف بمفردها دون أن يكون لها أخوة أو جمعات تليها في نفس الشهر.

على الرغم من عدم وجود أصل شرعي لتسمية “الجمعة اليتيمة”، إلا أنها تعتبر تقليدًا اجتماعيًا متعارفًا عليه ومرتبط بالعادات والتقاليد الثقافية. يحتفل العديد من المسلمين بهذه الجمعة ويحيونها بأداء صلاة الجمعة في المساجد. يخصص الخطيب خطبته لمناقشة فضائل شهر رمضان المبارك والتحسر على اقتراب نهايته. هذا الاحتفال يشكل فرصة للمسلمين لتجديد التأمل والتوبة والاستغفار قبل نهاية الشهر الكريم. بالإضافة إلى ذلك، يتم خلال هذه الجمعة تعزية بانقضاء هذا الشهر الفضيل وتعبير عن الحزن لفراقه.

 

يُذكر أن سبب تسمية آخر جمعة في شهر رمضان بـ “الجمعة اليتيمة” يعود إلى التقليد الذي اعتادت عليه مصر منذ عصور الدولة الفاطمية وحتى بداية الجمهورية. في تلك الحقبة الزمنية، كانت الخلفاء والملوك والأمراء يحضرون صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ويحتفون بها.

وكانت هذه الجمعة تُصلى في مسجد عمرو بن العاص بالإسكندرية. وفي ذلك الوقت، كان الخليفة الفاطمي يصلي في أيام الجمعة الأربعة في مساجد مختلفة، بما في ذلك مسجد الحاكم الذي استقبل الجمعة الثانية، والجامع الأزهر الذي اختص بالجمعة الثالثة.

أما الجمعة الرابعة والأخيرة في الشهر فكانت تُصلى في مسجد عمرو بن العاص، وكان يتم صرف مبالغ مالية من خزانة الدولة لتزيين المسجد وشراء التوابل وماء الورد والعود لاستخدامها خلال الصلاة. كما كان هناك إعلان رسمي بعد الصلاة يُعرف بـ “سجل البشارة”. هذا التقليد القديم أثرى على تسمية هذه الجمعة بـ “الجمعة اليتيمة”.

 

المصدر : حدث نيوز + مواقع الكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى