في مشهد يجسد حقيقة أن “الأيام دول”، عاد الإعلامي السوري الشهير فيصل القاسم إلى بلاده وقريته بعد أكثر من خمسة عشر عاماً من الحرمان والنفي بسبب سياسات نظام الأسد، العودة لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت استقبالاً حافلاً أشبه باستقبال الرؤساء والزعماء، حيث خرج أبناء قريته ليحتفلوا بعودة ابنهم الذي كان يوماً من الأصوات الجريئة في كشف فساد وظلم النظام السوري.
هذا الحدث يعيد إلى الأذهان مقولة شهيرة: “كما تدين تُدان”، فقد كان بشار الأسد، الذي تسبب في تهجير وتشريد ملايين السوريين من وطنهم، المثال الأبرز على أن الظلم لا يدوم، فاليوم، يجد الأسد نفسه لاجئاً مطروداً من وطنه، هارباً مع أسرته بعد سنوات من التمسك بالسلطة على حساب دماء شعبه وأمن بلاده.
ما حدث مع فيصل القاسم يعكس سنة الحياة؛ فالزمان يدور، ومن يظن أنه في قمة القوة والجبروت قد يجد نفسه يوماً في موقع الضعف والعجز، بشار الأسد الذي حكم بالحديد والنار، والذي تسبب في معاناة ملايين السوريين، صار اليوم يعاني من مرارة الغربة واللجوء.
لقد كانت عودة القاسم إلى وطنه رسالة واضحة بأن الحق لا يموت، وأن من يدافع عن مبادئه ويقف إلى جانب شعبه يجد دائماً من يحتضنه ويكرمه، وفي المقابل، كان مصير بشار الأسد درساً لكل من يستبد بسلطته ويظلم شعبه، بأن الدنيا لا تدوم لأحد، وأن الجزاء من جنس العمل.
الأيام دول، ومن يزرع الشر لا يحصد إلا الهوان، ومن يزرع الخير يجد الوفاء في قلوب الناس.