مقالات

فرض البطاقة الذكية على الجميع قمة في التخبط  

حدث نيوز: عميــــد المهيوبي

في دولة لا يستطيع فيها المواطن الحصول على هويته إلا بالمال، وفي ظل وضع اقتصادي منهار وحياة يومية قاسية يكابد فيها المواطن لتوفير قوت أطفاله، تظهر الحكومة بكل تجاهل للواقع وآلالام التي يعاني منها المواطنين، لتطالب الشعب بالالتزم بحمل البطاقة الذكية و الوقوف في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس للحصول عليها.

ولكن لا تقلق أيها الشعب اليمني فبمجرد أن تحمل هذه البطاقة، ستحل كل مشاكلك، ستختفي البطالة وتنتهي الحروب ويزدهر الاقتصاد.

السؤال الذي يطرح نفسه

ما الذي ستضيفه هذه البطاقة لحياة المواطن اليومية ؟ كيف ستسهم في تحسين وضع الريال اليمني المنهار؟ وهل هذا هو افضل ما استطاعت الحكومة التفكير فيه ؟

قرار وزارة الداخلية في البيان الأخير بإلغاء التعامل بالبطاقة الشخصية القديمة وفرض البطاقة الذكية كبديل ،وكأننا كنا نعيش في كهوف قبل ظهورها ،يعكس واقعاً مليئاً بالعجائب والتخبط .

إن إجبار المواطنين على الحصول على هذه البطاقة في ظل الأوضاع الراهنة يبدو وكأنه خطوة منفصله تماماً عن الواقع ، الحكومة ترى الحصول على البطاقة الذكية هو الحل الأفضل لكل المشكلات،متجاهلة الأزمات الحقيقية التي يواجهها المواطن يومياً في نقص الخدمات الأساسية، وتدهور النظام الصحي، وغياب الرواتب.

إذا كنت تعاني في نقص الغداء أو العلاج ،أو تبحث عن التعليم فلا تقلق البطاقة الذكية ستتكفل بكل ذلك، وإذا كنت تعيش بلا دخل ولاتجد قوت يومك فالجواب أيضاً يكمن في البطاقة الذكية.

لكن الواقع يقول غير ذلك ،فالبلد بحاجة إلى إصلاحات حقيقيةاقتصادية، وسياسية واجتماعية عاجلة تعالج جذور المعاناة وتخفف من وطاة الحياة على المواطن .

فرض البطاقة الذكية لايعد إنجازاً ولايمثل حلاً للأزمات الحقيقية التي تمر بها البلاد مايحتاجه اليمنيون اليوم، هو حكومة تدرك أولوياتهم وتسعى لتحقيق إصلاحات شاملة ، بدلاً من فرض هوية جديدة لاتسمن ولاتغني من جوع .

مقالات ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى