غضب إسرائيلي وردود فعل أمريكية وألمانية وعربية تجاه اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بالدولة الفلسطينية
تباين الآراء وتداعيات مستقبلية
أثار إعلان إسبانيا والنرويج وأيرلندا عن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في 28 مايو/أيار ردود فعل متباينة على الساحة الدولية.
ورحبت السلطة الفلسطينية وحركة حماس بهذه الخطوة، حيث دعت الرئاسة الفلسطينية الدول الأخرى، خاصة الأوروبية، إلى الاعتراف بدولة فلسطين وفق حل الدولتين المستند إلى قرارات الشرعية الدولية وعلى خطوط 1967، وأشادت حركة حماس بالقرارات، معتبرة إياها خطوة مهمة نحو تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
كما أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن ترحيبه بهذه الخطوة، مشيرًا إلى أنها تعكس التزامًا حقيقيًا بحل الدولتين ورغبة صادقة في دعمه، وأكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، جمال رشدي، أن هذه الخطوة تأتي في سياق اعتراف العديد من الدول بالدولة الفلسطينية، ما يرفع عدد الدول المعترفة إلى نحو 147 دولة.
وكذلك أصدرت دول عربية، من بينها مصر والمملكة العربية السعودية والأردن وقطر، بيانات منفصلة ترحب بالخطوة، داعية الدول الأخرى إلى اتخاذ خطوات مماثلة.
غضب إسرائيلي وردود فعل أمريكية وألمانية
في المقابل، أعلنت إسرائيل استدعاء سفرائها في الدول الأوروبية الثلاث، حيث طالب وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريش، باتخاذ “إجراءات عقابية قاسية” ضد السلطة الفلسطينية، تتضمن الموافقة على وحدات سكنية جديدة في المستوطنات وإلغاء التصاريح الممنوحة لمسؤولي السلطة الفلسطينية.
وانتقدت السفارة الإسرائيلية في دبلن قرار أيرلندا وإسبانيا والنرويج، معتبرة أنه “يبعث برسالة مفادها أن الإرهاب يؤتي ثماره”. ونشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية مقطع فيديو تحذر فيه أيرلندا من أنها تخاطر بأن تصبح “بيدقًا” في يد حماس وإيران إذا مضت قدمًا في خططها.
من جهتها، شككت الولايات المتحدة في خطوة الاعتراف الأحادي الجانب، حيث صرح متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بأن الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين. وأكد الرئيس جو بايدن دعمه لحل الدولتين كحل وحيد لتحقيق السلام والأمن للطرفين.
تباين الآراء وتداعيات مستقبلية
بينما تستمر الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، يعكس تباين ردود الفعل الدولية التحديات المعقدة التي تواجه تحقيق هذا الهدف. فبينما ترى بعض الدول في الاعتراف بدولة فلسطين خطوة ضرورية لتعزيز فرص السلام، تعتبره دول أخرى تصرفًا أحاديًا يعرقل عملية التفاوض المباشر.
ردود الفعل الدولية المتباينة
يأتي اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بالدولة الفلسطينية في سياق تحركات دولية متزايدة لدعم حقوق الفلسطينيين، وسط انتقادات من إسرائيل التي ترى في هذا الاعتراف تشجيعًا لما تسميه “الإجراءات الأحادية” التي تتخذها السلطة الفلسطينية، وقد تؤدي هذه الخطوة إلى تعميق الخلافات بين الدول الداعمة لحل الدولتين والدول التي تفضل المفاوضات المباشرة كسبيل وحيد لتحقيق السلام.
مستقبل عملية السلام
من المتوقع أن تؤثر هذه الخطوة على الديناميكيات السياسية في المنطقة، حيث يمكن أن تدفع المزيد من الدول إلى إعادة تقييم مواقفها بشأن الاعتراف بدولة فلسطين. وفي الوقت نفسه، قد تزيد من حدة التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين، مما يتطلب تدخلًا دبلوماسيًا مكثفًا لتجنب تصعيد النزاع.