رايقصص و روايات

سما المخلافي: المرأة اليمنية قادرة وهي من تصنع الحضارات

حدث نيوز :(أسماء الصامت- صفاء القاهري)

تتحدث الأستاذة سما المخلافي عن واقعها  أنها  وجدت صعوبات في خلال مواصلة دراستها الجامعية بسبب قطع الطرقات وبسبب الحصار المفروض  على مدينة  تعز والبعد عن الأهل لكنها لم تيأس وواصلت طموحها بصمت لتصل إلى ما وصلت إليه 

لا لتصل فقط بل جعلت من نفسها سند وداعم ومرشد لكل الطلاب الذين يوجهون صعوبات لكي تخفف عنهم، ولا يواجهوا ما عانت هي.

ما بين بدايتك في الدراسة الجامعية وإدارة الشؤون الأكاديمية بكلية الآداب جامعة تعز، تفاصيل وقصص وقناعات بالتأكيد، بداية كيف تحب أن تعرف بنفسك؟

 أنا كنت طالبة  في كلية الآداب قبل أن أعمل فيها،  وخلال سنوات الدراسة لم أجد الدعم الكافي ممن حولي أبداً في التشجيع والدعم بالأنشطة التي كنت أقوم بها بمفردي  ومجموعة من الزملاء، لم يكن هناك من يقف أو يساعد أو يدعم أو من نستشيره في ما استصعب علينا أمر كانت جهود فردية .

وجدت  نفسي أنني بعد التخرج أفكر أن أعمل داخل الكلية وبالفعل تعاقدت مع الكلية  وأخذت على عاتقي أن ما واجهته وعانيت منه لن أدع أحد من الطلاب يعاني منه، وأن أكون داعم لكل طالب كي لا يمر بما مررت به من صعوبات سوى في المجال الدراسي أو في مجال المبادرات والأنشطة الداخلية والخارجية  .  

أولي مشاعر الآخرين ممن حولي اهتماما كبيراً وأتفانى في إدخال مشاعر السعادة إلى  الغير، والتعاون والعمل بروح الفريق  الواحد دوماً. 

برأيك ما الذي صنع منك شخصية قيادية في مدينة تعز ومصدر ثقة في كلية الآداب؟

بدايتي كانت في سكرتارية في  قسم الإعلام، كان رئيس قسم الإعلام حينها الدكتور الراحل عبدالحكيم مكارم  رحمة الله تغشاه، كان  من أكثر الداعمين لي  في التوجيه والاستشارات، وبدأت التوسع بمشاركتي في الأنشطة الداخلية في إطار الكلية وخارجها. 

ما أبرز إسهاماتك في جانب الأنشطة عموما؟

نشاطاتي كانت داخلية وخارجية، في الغالب تركزت مشاركتي في  العمل الاجتماعي، بدأت في مجال التوعية، وكذلك في العمل السياسي من حملات مناصرة أسست مبادرة شبابية “شباب لا شيء مستحيل” كانت انطلاقها داخل كلية الآداب وما تخص العمل في مجال الأنشطة مع مجموعة من زملائي النشيطين في الكلية.

 بعد ذلك أسست رابطة الشباب العربي  مع مجموعة من الشباب العرب الناشطين والإعلاميين والفاعلين في المجتمع وكان هدفنا الأساسي التركيز على قضايا ومعاناة الأمة الإسلامية .

بدأنا بحملات مناصرة  لما عانته بعض المدن من قتل وتشريد وتدمير وتسليط الضوء على مثل هذه المعاناة من خلال النشر في شبكات التواصل الاجتماعي وكذلك التنسيق مع القنوات للمداخلات وتوضيح ما يحصل من قلب الحدث كل شخص في مدينة.

و قمنا بحملة مناصرة  لمدينة الفلوجة يومها عندما تعرضت لقصف ودمار وتشريد وقتل كذلك القضية الفلسطينية بالتحديد غزة الذي عانت وما زالت تعاني وكذلك قضية الأحواز العرب السنة المضطهدين من قبل إيران، وحالياً أوقفنا نشاطنا بسبب الأوضاع في بلدي وبعض التهديدات الي كنا نتلقاها، وكذلك بسبب اعتقال بعض الزملاء الذين كانوا معنا من بعض الدول.

ماذا عن نشاطك في المجال السياسي؟

حاربت كثيرًا!، مبكرا اقحمت بالمجال السياسي و لم أحبط أبدا بل ضللت متفائلة إلى أن وصلنا ما وصلنا إليه في الوقت الحالي، الآن تركت مجال السياسة

صعوبات البدايات، كيف أثرت عليك؟

 في جانب مشاركتي في النشاط التوعوي  داخل المدينة، الحملات الإعلامية والمبادرات المجتمعية،  واجهت صعوبات كثيرة بالتأكيد . 

وبالطبع ، كل عمل لا يخلو من العراقيل، إلى جانب التأثير السلبي من المجتمع تجاه الأشخاص الأكثر نشاطا وحيوية في مجال العمل .

أثقلتني في البداية، لكنني تعاملت معها بحزم، إذ لم أقف على مرحلة معينة، وفي اعتقادي  يجب على الإنسان أن يستمر في السعي  والبذل والمصابرة  إلى أن يحقق ذاته وأهدافه الخاصة أو تلك التي تجمعه بمجتمعة ويدع الواقع هو من يتحدث عنه .

 في ضوء معايشتك، تحدثي عن واقع كلية الآداب اليوم؟

كلية الآداب شهدت تطورات كثيرة وعديدة على مستوى البنية التحتية والكوادر وأيضا على مستوى الشباب، هناك شباب لديهم طاقة كبيرة قدرات هائلة، يحتاجوا من يوجههم وينصحهم ويدعمهم.

كما أن  دور الشباب فعال ومثمر  قد فعلوا العديد من الإنجازات في إطار الكلية خصوصاً في مرحلة العودة للجامعة و للكلية بشكل خاص.

في عام ١٠/٩/٢٠١٩م تحديداً كانت العودة إلى كلية الآداب وتنظيفها من قبل الشباب وعمادة الكلية وبعض الأكاديميين  والصندوق الاجتماعي، كل شخص بقدراته التي يملها ساهم كانت البنية التحتية شبه مدمرة بسبب الحرب، الآن أيضاً  عادت بقوة لتتنفس الصعداء  وعادت الحيوية لها بشكل كبير وظهرت للسطح العديد من المواهب والانجازات لأغلب الأقسام بفضل العمادة الحالية أيضاً  وتشجيعها للشباب

ماهي أعظم الإنجازات في حياتك؟

لن اتكلم عن إنجازاتي بل الواقع هو من سيتكلم عنها يوما ما.

ما الطموحات التي تتطلع إليها سما المخلافي؟

في مقدمة كل طموحاتي ، إنهاء الحرب واستقرار الوطن وننعم بالأمن والأمان، الحرب التي شردت أسر وفرقتهم وصنعت الفقر والأمراض، وتحقق الاستقرار الوطن وننعم بالأمن والأمان اتمنى أن تقف الحرب وأتمنى أن أرى الأمه العربية مستقرة وأن ينتهي الحرب على غزة.

هل سما المخلافي تنفرد في اتخاذ القرارات أم هناك من يرشدها ؟

القرارات الناجحة لا تتخذ بالانفراد بل بالاستشارة ممن حولك فلكل قرار لابد الرجوع إلى من هم أفهم منا وأكبر منا في الواقع.

أي قرار كنت اتخذه كان لأبي وأمي  نصيب من الاستشارة والارشاد لأنها أكبر داعم لي، وكذلك الأب الروحي رحمة الله تغشاه د.عبدالحكيم مكارم  كان دومًا مرشدًا وموجهًا ومشجعاً . 

 البعد عن الأهل بسبب الحرب يصقل الشخص، وأكثر شيء صقلني هيا الأحداث الحاصلة في واقعنا المعاصر، ربما كان هناك اندفاع وطيش في فترة، ولكن الشخص عندما ينضج يصبح أكثر هدوء وحكمة واتزان و أكثر قوة، ويعتمد على نفسه حتى أنه يكبر للدرجة التي يصبح فيها ناضجًا ليقود حياته بالطريقة الناجحة التي يراها مناسبة. 

رسالة أخيرة ؟

اتمنى من صناع القرار التركيز على المرأة فهي طاقات مهمشة وهناك مناصب تستحقها المرأة وعندها القدرة في أن تعمل فيه بكل تمكن كما يعمل فيها الرجل ، في تعز تأخذ المرأة حقوقها في الرأي والمناصب.

وبالفعل هناك نماذج لنساء شغلن بعض المناصب والإدارات وحققن نجاحات كبيرة، ذلك أن المرأة اليمنية قادرة وهي من تصنع الحضارات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى