حين تصبح العدالة صرخة في وادٍ مظلم
حدث نيوز: صهيب المياحي
في عصر الانقلابات القيمية، حيث يختلط الحق بالباطل، أصبح القتلة رموزًا للشجاعة، والضحايا أرقامًا تُطوى في تقارير النسيان. كم مرة سمعنا عن الظلم ولم نصرخ؟ وكم مرة شاهدنا الحق يُسحق تحت أقدام الأقوياء، فاكتفينا بالصمت؟ نحن الآن نعيش زمنًا يمجد الجريمة، ويصم الأبطال بالخيانة.
كل يومٍ ندفن قطعة من إنسانيتنا تحت ركام اللامبالاة، ونمنح الظلم شرعيته بضعفنا وخوفنا. أين الغضب الذي يشتعل في وجه الظلم؟ أين الشجاعة التي ترفض المساومة على الكرامة؟
لا شيء أكثر رعبًا من مجتمعٍ يتعايش مع القبح، حيث القاتل يرفع راية النصر، والضحية تُدفن بلا اسم. هذه ليست مجرد أزمة قيم، بل خيانة كاملة لجوهر الإنسان. إذا كان الصمت هو خيارنا الوحيد، فإننا بذلك نمنح القتلة انتصارًا آخر، ونكتب نهاية دامية لفكرة العدالة.
إلى كل من يملك سلطة أو صوتًا مسموعًا في تعز، إلى كل من يرى أن الإنسانية لا تُختزل في شعارات، أين أنتم من دمعة غدير وصوتها الذي يطالب بحق بسيط؟ إلى متى سيبقى الصمت جدارًا يعزلنا عن المآسي؟ إن دم العم سيف لن يُنسى، ومطلب غدير الشرعبي ليس مجرد دفن أب، بل دفن للظلم الذي يجثم على حياتنا جميعًا.
لنكن صوتها حين يخفت صوتها، ولنكن القوة التي ترفض أن تمر الجريمة دون عقاب.
إذا فقدنا القدرة على المطالبة بالعدالة، فما الذي تبقى لنا؟ هل يُعقل أن يصبح دم الأب وألم الابنة عبثًا لا يُحاسب عليه أحد؟ إلى متى سنقف متفرجين على القتلة وهم يهربون من عدالة لم تولد بعد؟
#اشتي_ادفن_ابي
#القصاص_للعم_سيف