تعرف شجرة القات في اليمن بـ الشجرة الخبيثة حيث تنتشر في مختلف المحافظات اليمنية ، مما يجعلها واحدة من أبرز المشكلات التي تواجه المجتمع اليمني لتأثيرها السلبي على العديد من جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية .
يشكل القات جزءاً لا يتجزأ من الثقافة التقليدية اليمنية يتم تناقله من جيل إلى آخر ويبدأ الأفراد في تناوله منذ الطفولة ويستمر ذلك حتى الكبر مما يجعله عنصراً محورياً في حياة الكثيرين ويستهلك القات غالباً خلال المناسبات الاجتماعية كالزواج والعزاء والاجتماعات العامة، حيث يتم تبادل الأحاديث وتقاسم اللحظات السعيدة والحزينة، مما يعزز دوره كوسيلة للتفاعل والتواصل الاجتماعي.
ورغم الانتشار الواسع لهذه العادة، إلا أن القات يحمل تداعيات خطيرة على الصحة العامة والمجتمع ويرتبط استهلاكه بمشكلات مثل الإدمان وانخفاض الإنتاجية وتدهور العلاقات الأسرية والاجتماعية حيث يهدد القات مستقبل الأجيال القادمة بسبب آثاره السلبية المتراكمة .
اقتصادياً تؤثر زراعة القات بشكل مباشر على القطاع الزراعي و تسهم في تقليص المساحات المخصصة لزراعة المحاصيل الأخرى، خاصة الفواكه، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في التنوع الزراعي وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، يعاني المزارعون من تحديات كبيرة تعرقل قدرتهم على زراعة وتجارة المحاصيل المتنوعة، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الزراعية.
أصبح انتشار شجرة القات واستهلاكها تحدياً يتطلب حلولاً عاجلة للتخفيف من آثارها السلبية على المجتمع والاقتصاد إن معالجة هذه الظاهرة ضرورة ملحة للحفاظ على صحة الأفراد وتعزيز التنمية الزراعية والاقتصادية في البلاد .