مقالات

التَّطور جزء من التَّقدُّم السِّلبي

حدث نيوز: إيهاب الزريقي

بداية الحياة البشريَّة كانت في صراع مستمر وأيديولوجيَّة البشر كانت مُباشرة، والصراعات كانت تنتهي بشروط لكلا المتخاصمين، وانتهى الأمر. أما وقتنا الحالي مع ازدهار الثورة التكنولوجيَّة أصبحتَ مُحاربًا من عدّة جهات وأشخاص وأنت لا تعرف، فمثلًا وأنت في غرفتك وبيديك هاتفك ترى أنَّ العالم بأكمله تحت يديك، فتقوم بفتح الموسيقى على صوت أيوب وتتناول كوبًا من البُن وترى من خلال نافذة غرفتك هثيم المطر وخضرة الأشجار، تفتح هاتفك وتدخل برنامج الفيسبوك فترى بأعلى المنشورات ماذا تُفكر؟

في هذا الوقت عقلك ليس في جسدك بل مدمج في مذاق الحياة، تكتبُ منشورًا “أحبُ الحياة” وتنشر على السوشال ميديا، خلال ساعاتٍ فقط ترى صديقك ينشر منشورًا بأنَّك تحب فتاة تُدعى حياة بنت عاقل الحارة، وينتشر الكلام، فالكلام في السوشال ميديا ينتشر بنفس سرعة الضوء نية صديقك المِزاح ولكن في السوشال ميديا لا يوجد قوانين، ومجتمع السوشال ميديا يُحبون الترندات (الإشاعات) أكثر من الأخبار الحقيقية، وترى تحاليل عنك وأنت فقط كتبتَ عما تفكر، دخلتَ في مشاكل وأنت “لا ناقة لك فيها ولا جمل”

هذا يحدث للأشخاص غير المعروفين على السوشال ميديا فما بالُكَ إذا نشرتَ شخصية مشهورة منشورًا على صفحاتها، أغلب الأشخاص في السوشال ميديا لديهم تفاسير وتحاليل حسب هواهم، والجريمة الأكبر إنَّه لا يوجد قوانين صارمة ضد المواقع الإلكترونيَّة والسوشال ميديا، فترى المدح والقدح والتضليل والتفاسير والتحليلات المُبطَّنة تكون هدفها لشيء معين أو لغرض يخدم جهةً ما.

التضليل في السوشال ميديا مُنتشر وخصوصًا في اليمن تجد كل فترة ترند جديد وهو تفسير خاطئ لصورة معينة ويتم التحدث عن الصورة من زاوية هواهم مع التركيز على عواطف الناس، فترى المشاركات والمنشورات وقد أصبح المنشور ترندًا، وفيما بعد عند التأكد إنَّها إشاعة لا يتم محاسبة المُضلل بعواقب صارمة!! وهناك احتمالان لهذا السبب إما أن يكون المُضلل خارج البلد وينشر الشائعات، أو حسابًا باسم وهمي، وهنا لا يتضرر إلا الشخص الذي نُشرت عنه الإشاعة.

في العام الماضي بـ التحديد (أيام العيد)، كافيه هَشَّ بمدينة تعز، حدث ترند أنَّ فتاة شابة تُغني أمام الناس وليست مرتدية الحجاب مما أشعل التواصل الاجتماعي، وأغلب الشخصيات تُفسر تفاسير خاطئة والمجتمع يضغط على المشاركة وتتصدر ترند؛ مما أدى إلى إغلاق كافية هَش، وبعد التأكد من قِبل الجهات الأمنية، صرحت أن الفتاة مصابة بِالسرطان والشعر الذي ترتديه مستعار ومشاركتها في الحفل يعتبر جانب من الدعم النفسي، السؤال المهم ماذا حدث للفتاة وعائلتها؟ وإذا علمت الفتاة بكلام الناس، كيف ستتقبل كلامهم؟ بعد تصريح إدارة الأمن عن الفتاة لم تُنفذ عقوبات على من نشر في التواصل الاجتماعي، ويتم محاسبة الشخص الذي تسبب بتشويه سمعة الفتاة، ولماذا لم يتأكد قبل النشر؟
عند بحثي عن الجهات والمبادرات المهتمة بقضايا المرأة لم أجد إحصائيات عن الإشاعات التي تتعرض لها النساء في التواصل الاجتماعي.

الجرائم الإلكترونيَّة أصبحت سامة، لذلك لابُد من الجهات الأمنية في كل محافظة تفعيل قوانين للمواقع والتواصل الاجتماعي، وتكوين هيئة حكوميَّة مشرفة عليه من الرجال والنساء، ووضع عقوبات صارمة لكل شخص ينشر دون التأكد من المعلومة مع وجود خط ساخن، كما يحدث في قانون مصر تصل العقوبة فيه إلى الحبس لمدة ستة أشهر وغرامة مالية، لابُد من التركيز على توعية المجتمع في المدارس والجهات التعليمية والمعاهد، من مخاطر التواصل الاجتماعي وعدم مشاركة المنشورات دون التأكد منها؛ لذلك لابُد أن نُناشد الجهات الحكومية والأمنية بتفعيل القوانين ضد المواقع الإلكترونيَّة والسوشال ميديا؛ لكي نحرص على مجتمع واعٍ.

مقالات ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي الزائر نحن نستخدم الإعلانات كعائد مادي للاستمرار لأنه ليس لدينا أي دعم سوى الإعلانات