الإعلام ودوره في نشر ثقافة السلام وتعزيز التعايش
حدث نيوز : فاطمة البحيري
في عالم مليء بالصراعات والتحديات يظهر دور الإعلام كأداة أساسية في نشر ثقافة السلام وتعزيز التعايش بين الأفراد والجماعات حيث لا يقتصر الإعلام على نقل الأخبار والمعلومات فحسب بل هو عنصر مؤثر في تشكيل الرأي العام وبناء قنوات تواصل فعالة تساعد في تقارب الثقافات المختلفة وتعزيز الفهم المتبادل بين المجتمعات لذلك يصبح الإعلام أداة حيوية لنشر قيم السلام والمساواة والعدالة، وهي القيم التي تساهم في بناء مجتمعات مستدامة وآمنة .
حيث يتمثل دور الإعلام الرئيسي في توعية الجمهور بالقضايا التي تهدد السلم الاجتماعي مثل العنف، التمييز، والصراعات ، من خلال تسليط الضوء على هذه القضايا بشكل موضوعي، وأيضاً يساهم الإعلام في زيادة الوعي العام حول أهمية التسامح والقبول بالآخر والتعاون بين مختلف الفئات الاجتماعية و تناول القضايا الحساسة بعناية وواقعية يتيح الفرصة للمجتمعات لمناقشة الحلول السلمية التي تساهم في الحد من التوترات والصراعات الداخلية .
لوسائل الإعلام دوراً محورياً في نقل قصص النجاح التي تعكس التعايش السلمي بين المجتمعات، مما يظهر كيف يمكن للأفراد من خلفيات مختلفة أن يتحدوا ويعيشوا معاً في سلام من خلال تسليط الضوء على هذه التجارب يحفز الإعلام الأفراد على تبني هذه السلوكيات لتعزز من التفاهم المتبادل، ويسهم في بناء ثقافة سلام تتجاوز الحدود السياسية والعرقية.
يتعامل الإعلام بمسؤولية مع الأخبار والمعلومات التي ينقلها في عصر المعلومات السريعة تصبح دقة المعلومات أمرًا في بالغ الأهمية الأخبار المضللة أو المغلوطة قد تؤدي إلى تفاقم النزاعات وزيادة الانقسامات داخل المجتمع لذلك، لا يقتصر دور الإعلام على نقل الأخبار فقط، بل يشمل التحقق من صحتها وتقديم محتوى يعزز التفاهم ويحد من الكراهية والتمييز.
إلى جانب ذلك، يمكن للإعلام أن يصبح منصة حوارية تساهم في تعزيز روح التعاون والتضامن بين الشعوب والمجتمعات المختلفة. من خلال عرض برامج حوارية وندوات تناقش القضايا الاجتماعية والإنسانية بشكل شامل، حيث يساعد الإعلام في معالجة الخلافات والبحث عن حلول سلمية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تشجيع الحوار بين الأطراف المتنازعة وتوفير منصات لعرض وجهات النظر المتباينة يساهم بشكل كبير في دفع عجلة عملية السلام.
علاوة على هذه المسؤوليات، يكون الإعلام قوة فاعلة في نشر المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى بناء السلام وتعزيز العدالة الاجتماعية من خلال تقديم دعم إعلامي للمشروعات التي تسعى إلى حل النزاعات وتقديم المساعدة للمجتمعات المتضررة من الحروب والصراعات، وايضاً يساهم الإعلام في خلق بيئة تعاون تشجع على السلم والاستقرار.
يبقى الإعلام واحدًا من الأدوات الأساسية في نشر ثقافة السلام والتعايش حيث تقع مسؤولية كبيرة على وسائل الإعلام بمختلف أنواعها في تعزيز الحوار الإيجابي وتحقيق التوازن في نقل الأخبار، بالإضافة إلى تحفيز المجتمع على تبني القيم الإنسانية النبيلة.
تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع إعلاميون من أجل السلام الذي تنفذه مبادرة Light Art بتمويل من مؤسسة القافلة للتنمية.