إفطار بنات الحالمة للسنة الثالثة: مبادرة تستعيد روح تعز رغم التحديات

خاص – حدث نيوز
للسنة الثالثة على التوالي، شهدت مدينة تعز تنظيم إفطار “بنات الحالمة”، وهو حدث رمضاني أصبح أكثر من مجرد تجمع، بل مساحة تعكس روح الألفة والمحبة بين الفتيات، رغم الظروف الصعبة التي مرت بها المدينة.
هذه المبادرة التي بدأت بفكرة بسيطة تحولت إلى رسالة قوية تؤكد أن تعز قادرة على استعادة نبضها، وأن أهلها، مهما تفرقوا، قادرون على الاجتماع مجددا.
وقالت كوثر السباعي، منسقة الفعالية: “الفكرة بدأت في السنة الأولى بمحاولة بسيطة لجمع الفتيات حول مائدة واحدة، رغم أن الظروف حينها لم تكن مواتية، إذ كان من الصعب الخروج ليلًا خلال رمضان.
ومع ذلك، نجحنا في تنظيم الإفطار الأول بحضور نحو 30 فتاة، رغم محدودية الدعم والإمكانات.”
تزايد الإقبال وتطور الدعم
في السنة الثانية، شهدت الفعالية تزايدا في أعداد المشاركات، وبدأ المجتمع يتقبلها بشكل أفضل.
أما في هذه السنة الثالثة، فقد تضاعف عدد الحاضرات ليصل إلى أكثر من 100 فتاة، ما يعكس تزايد الاهتمام والدعم المجتمعي لهذه الفعالية الرمضانية.
أكدت كوثر السباعي: “الإفطار الأول والثاني لم يحظيا بأي دعم رسمي، لكن في السنة الثالثة، بدأت بعض الجهات بالمساهمة، حيث قدمت شركات الماء والتمور والتجار بعض الدعم، دون أن يطلبوا ذكر أسمائهم.
تحديات وطموحات للمستقبل
ورغم هذا النجاح، واجهت المنظمات صعوبات عديدة، أبرزها تأمين مكان مناسب لاستقبال العدد المتزايد من المشاركات، بالإضافة إلى محدودية الدعم مقارنة بإفطارات أخرى مخصصة للشباب.
كما أن بعض التحديات المجتمعية، مثل النظرة التقليدية لخروج الفتيات في رمضان، شكلت عائقا في البداية، لكنها تراجعت تدريجيا مع مرور السنوات.
وأضافت السباعي: “نحن نطمح إلى استمرار هذه الفعالية وجعلها أكثر تنظيما ودعما في السنوات القادمة، تعز تعرضت للحرب والانقسام ،وهذه الفعالية تساعد في لم الشمل واستعادة روح المدينة.
ما يميز هذا الإفطار أنه لم يكن مجرد تناول للطعام، بل شمل فعاليات ثقافية وفنية، مما عزز روح التواصل بين الفتيات أضفى أجواء مميزة على اللقاء.”
رسالة تتجاوز الإفطار
لم يكن “إفطار بنات الحالمة” مجرد مناسبة رمضانية، بل أصبح تقليديا سنويا يعيد إحياء التواصل بين الفتيات في تعز، ويمثل نموذجا لمبادرات مجتمعية قادرة على تعزيز الأمل والتلاحم.
ومع تزايد الدعم والاهتمام، تأمل المنظمات في أن يكون الإفطار القادم أكثر نجاحا، وأن يستمر كرمز لصمود المدينة وإصرارها على الحياة رغم التحديات.