عندما انتقل كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر السعودي، كان يُنتظر أن يشكل هذا التحول مرحلة جديدة في مسيرته الرياضية اللامعة. غير أن الواقع كان مختلفا تماما، حيث وجد نفسه محاصرا بين متطلبات الشهرة التي تجاوزت حدود المستطيل الأخضر، وبين استغلال الكفيل الممنهج لشهرته وصورته لتحقيق أهداف تتجاوز كرة القدم.
منذ وصوله إلى الرياض، لم يقتصر تركيز رونالدو على الأداء المتميز في الملعب، بل شمل أيضا المشاركة في عقود دعائية وسلسلة من الفعاليات التي تهدف إلى تعزيز صورة السعودية عالميا. ارتدى الزي التقليدي، وشارك في الرقصات الشعبية، وحضر الحفلات الكبرى، وذلك في إطار حملة منظمة لتسويق صورة السعودية الدولية.
هذه الثقافة ليست جديدة، بل هي امتداد لواقع قديم حيث يُنظر إلى المتعاقدين كأصول يمكن استغلالها لتحقيق مكاسب سريعة، دون اعتبار للعواقب طويلة الأمد. ورغم قدرة رونالدو وشهرته على التكيف مع هذه الظروف، إلا أنه يظل مثالاً على كيفية تعامل العقود السعودية مع الأفراد، مهما كانت مكانتهم أو شهرتهم.
في نهاية المطاف، قد تكون قصة رونالدو في السعودية فيلم ” حياة الماعز” القادم، كما ذكرت هيومن رايتس ووتش، التي حذرت من أن عدم إعطاء السعودية الأولوية لتدابير جادة لحماية العاملين قد يؤدي إلى تكرار الروايات التي تفضح الانتهاكات الخطيرة.