يواجه الشباب اليمني تحديات كبيرة تعيقهم عن تحقيق أحد أهم الأحلام الحياتية: الزواج في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة، أصبح الزواج عبئًا ثقيلًا يستنزف قدراتهم المادية ويثقل كاهلهم النفسي .
يعاني الشباب من ارتفاع تكاليف الزواج بشكل غير مسبوق، حيث يشمل ذلك المهور الباهظة، متطلبات الأسر، وتكاليف الاحتفالات التي تعتبر عبئًا إضافيًا على كاهلهم هذه الأعباء، التي كانت في السابق ميسورة، أصبحت اليوم شبه مستحيلة مع الانهيار الاقتصادي وغلاء المعيشة، مما دفع الكثيرين إلى تأجيل أو حتى التخلي عن فكرة الزواج تمامًا.
إلى جانب الأوضاع الاقتصادية، يلعب بعض الآباء دورًا في تعقيد الوضع من خلال فرض شروط صارمة ومعايير مالية مرتفعة كشرط لإتمام الزواج هذه المطالب، التي ينظر إليها على أنها ضمان لمستقبل أبنائهم، أصبحت عائقًا أمام تحقيق الاستقرار الأسري.
هذه الظروف أدت إلى تفاقم مشاعر الإحباط واليأس بين الشباب البعض بات يعيش في حالة من القلق المزمن، وآخرون فقدوا الأمل في بناء أسرة مستقرة وفي ظل هذه المعاناة، بدأت بعض الفئات باللجوء إلى طرق أخرى للهروب من الواقع، بينما يحاول آخرون مواجهة التحديات بطرق فردية لا تخلو من المخاطر.
يتطلب الوضع وقفة جادة من المجتمع ككل، تبدأ بتغيير العقليات والممارسات التي تزيد من تعقيد المشكلة على الآباء أن يدركوا أهمية التخفيف من الشروط والمطالب غير الواقعية، وأن يسهموا في بناء مجتمع متكافل يدعم استقرار الشباب.
و في ظل هذا الواقع الصعب، لا يمكن تحقيق السعادة إلا بتكاتف الجهود وتبني حلول مستدامة تضمن للشباب حياة كريمة ومستقبلًا مستقرًا، بعيدًا عن قيود التقاليد المرهقة والضغوط الاقتصادية الخانقة.